خرائط انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة تعد المعضلة الأساسية التي تعرقل التقدم في الاتفاق لوقف إطلاق النار.
العموم نيوز- بعد أيام من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، عادت أجواء التشاؤم لتخيم على المشهد السياسي، مع تعثر المفاوضات وظهور خلافات في التفاصيل النهائية.
هذا التراجع في الأجواء الإيجابية يأتي رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الوسطاء، وعلى رأسهم دولة قطر ومصر والولايات المتحدة.
رجل الأعمال الفلسطيني بشارة بحبح، الوسيط بين حركة حماس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشف أن هناك اتصالات مكثفة جرت خلال الساعات الماضية، أبرزها وجود اتصال مباشر بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وترامب، في محاولة لإنقاذ مسار التفاوض من الانهيار الكامل.
وقال بحبح، في منشور على حسابه في موقع “فيسبوك”، الأحد 13 يونيو الجاري: إن “هذا الاتصال يعكس جدية الطرفين في دفع الأمور نحو تهدئة رغم استمرار بعض العقبات الجوهرية”.
خرائط الانسحاب.. عقبة رئيسية
وتعد أبرز نقاط الخلاف التي ظهرت خلال المفاوضات ترتيبات ما بعد إطلاق النار، حيث لا يزال هناك خلاف حول شكل المرحلة الثانية من الاتفاق، خاصة ما يتعلق بانسحاب قوات الاحتلال وتوسيع دخول المساعدات.
وتعد خرائط الانسحاب المعضلة الأساسية التي تعرقل التقدم في الاتفاق.
وقدم المفاوض الإسرائيلي خرائط لحركة حماس تظهر استمرار سيطرة جيش الاحتلال على 40% من مساحة قطاع غزة، وهو ما رفضته الحركة.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مصدرين تأكيدهما أن الولايات المتحدة وقطر أوضحتا لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وون ديرمر، أن خرائط الانسحاب التي قدمتها “إسرائيل” في المفاوضات غير مقبولة.
أيضاً قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للقناة نفسها: “كل خارطة إسرائيلية تبدو شبيهة بخطط سموتريتش (وزير المالية الإسرائيلي) مع استمرار احتلال مناطق واسعة في قطاع غزة، هي غير مقبولة لدى الرئيس ترامب”.
وأمام ضغط الوسطاء أكدت القناة العبرية أن الوفد الإسرائيلي المفاوض في قطر سلم، أمس الأحد، خرائط جديدة بشأن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
ونقلت القناة العبرية عن مصدر مطلع لم تسمه، أن تقديم الخرائط الجديدة يأتي “استجابة إلى طلب من الوسطاء القطريين”.
وأوضح المصدر أن القطريين أكدوا أن الخرائط القديمة لا تسمح بتقدم المفاوضات مع حماس، فيما لم يصدر تعليق من الطرف القطري.
وأكدت القناة أنه رغم عدد من العراقيل فإن المباحثات لم تنته، وهي مستمرة من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس.
وبينت أن الفجوة حول نطاق انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة لا تزال قائمة.
فريق التفاوض الإسرائيلي، الوزير رون درمر، قال: “آمل أن نتمكن من التقدم نحو وقف إطلاق نار مؤقت يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم يشمل ألا تبقى حماس في السلطة”.
وأضاف درمر، اليوم الاثنين: “تحدثت مرتين، أمس، مع الوفد في الدوحة، ومن المتوقع أن تكون هناك مكالمة أخرى اليوم”.
في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال أسبوع.
وأضاف، في تصريحات للصحفيين على مدرج قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند، أن بلاده تعمل حالياً على التوصل إلى اتفاق حول القطاع المحاصر، قائلاً: “نحن نجري محادثات ونأمل أن نتمكن من تسوية الأمر خلال الأيام المقبلة”.
الاتفاق متوقع
ويؤكد محللون أن فشل التوصل إلى اتفاق هذه المرة ستكون له كلفة سياسية وأمنية عالية على الجميع، وقد يعمق المأزق الإنساني في قطاع غزة بشكل أكبر. إلا أن وجود ضغوط دولية واستمرار قنوات الوساطة، وخاصة من قطر ومصر والولايات المتحدة، يُبقي احتمال النجاح قائماً.
الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أكد أن هناك إمكانية حقيقية لعدم انهيار المفاوضات، والذهاب نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكنه شدد على أن العقبة الأساسية التي ما زالت تعيق التقدم هي ما يُعرف بمحور “موراج” وخريطة المنطقة العازلة.
وقال منصور، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: إن “موافقة حركة حماس على هذه الخرائط تعني عملياً شرعنة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة”، وهو أمر يشكل نقطة خلاف جوهرية لا تزال عالقة”.
وأوضح أن هذه الخرائط، التي تشمل إنشاء منطقة أمنية عازلة داخل أراضي غزة، تقابل برفض واضح من حماس، مشيراً إلى أن الوسطاء أنفسهم لا يوافقون عليها، ما يعقد إمكانية إقرارها ضمن الاتفاق النهائي.
وأشار منصور إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير الاتفاق، مرجحاً أن الاتفاق قد يتحرك إلى الأمام، خاصة مع تصاعد الضغط الذي يمارسه الوسطاء، سواء من الجانب الأمريكي أو القطري أو المصري، على الطرفين لدفعهما نحو تسوية توافقية جديدة تنهي الحرب المستمرة منذ شهور.
المصدر/ اخبار الخليج