Home أخبار الأردنرحيل فارس من فرسان الوطن …قبل خمس سنوات ترجل الجنرال فيصل الطورة الشوبكي الذي خدم الوطن وقيادته الهاشمية بكل تفاني وإخلاص

رحيل فارس من فرسان الوطن …قبل خمس سنوات ترجل الجنرال فيصل الطورة الشوبكي الذي خدم الوطن وقيادته الهاشمية بكل تفاني وإخلاص

by dina s
15 views
A+A-
Reset

لندن: بقلم محمد الطًورة

قبل خمس سنوات فقد الوطن وفقدت عائلة الطًورة في الشوبك رجل الأمن ومستشار جلالة الملك الأخ وأبن العم الفريق أول فيصل الطورة الشوبكي (أبو فادي)

عُرفت العلاقة التي تربط بين جلالة الملك عبدالله الثاني وكبار رجال الدولة بالتعاون الوثيق والثقة الكبيرة لما فيه مصلحة الوطن ، المرحوم بإذن الله تعالى الفريق أول الباشا فيصل الطورة الشوبكي كان أحد هؤلاء القادة الذين نالهم نصيباً من هذه الثقة السامية التي منحها جلالته له والتي بُنيت على مر السنين. من خلال الأوقات الصعبة والأوقات الإيجابية، وُلِدَت هذه العلاقة الفريدة نتيجة للعديد من اللقاءات والمناسبات التي جمعت جلالته بالجنرال الطورة لمناقشة الأستراتيجيات الأمنية. التي أوكل جلالته متابعتها للباشا والتي دعمت الموقف الأردني في مجال مكافحة الأرهاب وحماية حدود الوطن، وتعزيز الأمن والاستقرار في داخل البلاد.

خلال مسيرته المهنية، واجه الفريق أول الباشا فيصل الطورة العديد من التحديات، التي مر بها في تدرجه بين مختلف الرتب، مما أكسبه خبرات غنية في مجالات متنوعة، تتراوح من التخطيط الاستراتيجي إلى العمليات الأمنية المباشرة. كما عمل على تعزيز التعاون بين الدوائر والأقسام المختلفة في مجال عمله، مما ساهم في تحسين الأداء العام . كان ( أبو فادي ) كما يروق لي أن أسميه يدرك أهمية تطوير المهارات لدى منتسبي الجهاز، فكان دائم السعي إلى مشاركة الجميع  في الدورات التدريبية الدولية والمحلية.

كان يعتبر القائد الذي لا يتردد في تقديم المساعدة والدعم لمنتسبي الجهاز، مما أضاف إلى إرثه العسكري مكانة مميزة في قلوب كل من عمل بمعيته، يُذكر الشوبكي كقائد حكيم ورجل ذو رؤية، ثاقبة حيث تميز باستعداده الدائم لمواجهة التحديات، مما جعل منه شخصية ملهمة للعديد من الضباط والأفراد. كما ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الجهاز يتحدث عنها الجميع.

تعتبر الإنجازات العسكرية والإدارية للفريق أول الباشا الطورة محطات بارزة في مسيرته المهنية، حيث ساهم بشكل فعّال في تعزيز الأمن الوطني وتطوير الخطط الاستراتيجية للجهاز. لقد كانت قيادته محورية في العديد من الفترات التي شهدت تحديات كبيرة، مما أظهر استعداده لإقرار تغييرات ضرورية لمواكبة الظروف المتغيرة. بفضل استراتيجياته الواعية، تمكن الجهاز من تحقيق تحسينات ملموسة في الأداء والتجهيزات، مما عزز القدرة الدفاعية للبلاد.

كان للباشا حين كلفة جلالة الملك عبدالله الثاني بتسلم قيادة الجهاز دور بارز في تطوير وتوزيع المهام بشكل كفء. أدت جهوده لإعادة هيكلة الخطة الأمنية في العديد من المناطق، مما ساعد في تقليل حدة التوترات وتعزيز الأمن الداخلي. كما قام بإطلاق العديد من المبادرات التي استهدفت التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، مما ساهم في تبادل المعلومات والخبرات بصورة أفضل.

تُعتبر شخصية الباشا القيادية مصدر إلهام للأجيال الشابة، حيث جسّد نموذج القائد الذي يتمتع بالنزاهة والرؤية الاستراتيجية. لقد كان دائمًا يحث على أهمية العمل الجماعي وضرورة بناء جسور التواصل بين القيادات المختلفة ضمن الجهاز الذي كان يرأسه. من خلال تقديم الدعم والتوجيه، ساعد في تشكيل قادة المستقبل الحاليين الذين يسعون لتحقيق المصلحة الوطنية. لذا، فإن إنجازاته تبقى نموذجًا يُحتذى به في الكفاءة العسكرية والإدارية وتؤثر بشكل مباشر على تطور القيادات الجديدة.

ترك رحيل الفريق أول الباشا فيصل الشوبكي أثرًا عميقًا على الكثير من الناس، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي. كانت إنجازاته وقيادته العسكرية تسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن والاستقرار في الوطن، مما جعل فقدانه يشعر به الجميع. في السياق الاجتماعي، أسفرت وفاته عن استجابة عاطفية واسعة من قبل المجتمع الذي كان يراه رمزًا للقوة والقيادة. فقد عُرف الباشا بدوره الفعّال في قيادة الجهاز بكل حزم وقوة، مما جعله محور انظار المواطنين.

رحيل الباشا أبو فادي شكل صدمة وطنية، كانت حديث شخصيات عامة وسياسيون، سلطوا الضوء على الفراغ الذي تركه في مجال عمله . صرح البعض معبرين عن تقديرهم العميق لإسهاماته في حماية الوطن وأمنه. هذا الفقد لم يقتصر على المجالس الرسمية والحوارات العامة فقط، بل تجاوز ذلك إلى المناقشات الخاصة وسط العائلات .

فقد المحيطون بالجنرال الطورة روح القيادة والتفاني في العمل الذي كانت تميزه، والتي كانوا يرونها في شخصيته القوية. كثيرون اعتبروا أن شخصية الشوبكي تتجلى في مشاعره الدافئة تجاه الوطن وإخلاصة وولائه للقائد، كل ذلك ساهم في نشر التفاؤل والإيجابية لدى المواطن الذي يعتز  ويفاخر الدول بأجهزته الأمنية وقادتها ومنتسبيها  السابقين والحاليين ، أدعوا الله العلي القدير أن تبقى سيرة ومسيرة الباشا أبو فادي ومبادئه واخلاصة للوطن وجلالة الملك ملهمة للأجيال القادمة في أجهزة الدولة المختلفة.

لقد استطاع فيصل أن يتبوأ مكانة مميزة في قلب القيادة، حيث تمتع بقدرة فريدة على التواصل بأسلوب صحي ومثمر. تشارك الملك فيصل في عدد من المحافل والفعاليات الوطنية، حيث ساعدت أفكاره ووجهات نظره في تعديل وتطوير استراتيجيات الملك في مجالات الأمن والدفاع. كما لم يقتصر دور فيصل على تقديم المشورة العسكرية فحسب، بل تعدى ذلك ليتضمن تحليلات عبر مجموعة واسعة من القضايا السياسية والاجتماعية التي تؤثر على المملكة.

من خلال هذه العلاقة البناءة، تمكن الفريق أول  الطورة  من تعزيز صورة المملكة في الساحات الدولية، مما أدى إلى تحسين وضعها الإقليمي والدولي. تعتبر هذه الديناميكية بين فيصل وجلالة الملك مثالاً لما يمكن أن تحققه الشراكة القوية والتعاون الاستراتيجي في توجيه السياسات الأمنية بفاعلية. وبهذا الشكل، كانت العلاقة بينهما تمثل نموذجًا يُحتذى به في كيفية وضع الأسس اللازمة للتنمية الوطنية والاستقرار من خلال التعاون المثمر في جميع المجالات.

ختاماً نؤكد لفقيد الوطن الباشا أبو فادي أننا على نهجك وخطاك ووصية الأباء والأجداد سائرون بخطى واثقة مواقف ثابته في حب الوطن والولاء لجلالة الملك وعرشه المفدى، حيث يشكل ذلك دافعاً أساسياً لبناء مجتمع متماسك وإيجابي.

 

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00