في خفايا أسباب التعرض الإلكتروني المتواصل المشبوه لبلادنا، على منصات التواصل الاجتماعي، أميل إلى التفسير الذي يرُدّ أسباب الانتقادات الموجهة للمساعدات الأردنية إلى أهلنا في قطاع غزة المنكوب، إلى اصطدامها بموقف «التنظيم الدولي» الذي يفضل إبقاء المعاناة الإنسانية قائمة لتعزيز أوراق التفاوض السياسي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
أغرب ما يصدم الحكيم والحليم، هو ان تنطلق الهجمات الإلكترونية الرقمية على بلادنا الأردنية العربية، لأننا نرسل المساعدات الإغاثية لأهلنا في قطاع غزة المنكوب !!
المفارقة الشديدة هي ان الذي لا يرسل المساعدات، ولا يريد استمرار إرسالها، يشتم الذي يرسل المساعدات، ويعمل في كل محافل العالم من أجل كسر الحصار واستمرار إرسالها.
والمفارقة الشديدة الأخرى هي ان الإخوان المرابطين في ساحات المسجد الحسيني ومسجد الكالوتي، ينتقصون من جهود عسكرنا الذين يقودون شاحنات الاقتحام، التي تحمل مواد الإغاثة، في أكثر الظروف خطورة وفي أكثر الساحات رعبًا وأنفلاتًا أمنيًا.
«المناضلون» المرابطون خلف الشاشات، وعلى سروج البكبات، لا يصرفون كلمة تقدير أو ثناء لأبناء الأردن الأطباء والممرضات المرابطين والمرابطات في قطاع غزة، الذين يحدبون على الأطفال والحوامل وأطفال الخداج ومرضى الكلى والجرحى، ومن يقصد مستشفيات الجيش العربي الأردني الميدانية، التي لا يقدر بثمن، وجودها وسط ذاك الدمار الهائل وبين براثن الموث الذي يملأ الطرقات.
ليس انهم بجحدون ولا يشكرون فحسب،، بل انهم، يا للعيب ويا للعار، ينتقصون ويزورون ويلوون أعناق الحقائق، لدرجة انه كلما استدعي نفرُ منهم إلى المدعي العام، وضعوا دعم غزة سببًا لذلك الاستدعاء، وكأنهم أصبحوا ملائكة الله على الأرض، بعدما احتكروا وكالة الله على الأرض، وكأن ليس بينهم فاسد أو سمسار أو مزور أو متحرش أو لص أو بذيء اللسان وواسع ذمة !!
ستعالج بلادنا النقص في جبهة المواجهة، وستسد الثغرة الرقمية، وسيطبق المواطن الأردني الواعي الغيور، أكثر فأكثر، الأمر الإلهي … فتبينوا.
وعلى الطريق، سوف تتم محاسبة كل من تطاول على بلادنا، الذين تشملهم مقولة «المخفي أعظم» !!
فمَن أمِن العقاب أساء الأدب وشمّر وعقر وفجر.