Home اختيارات رئيس التحريرتصدع الجدار الإسرائيلي..

تصدع الجدار الإسرائيلي..

محمد حسن التل

by editor
19.5K views
A+A-
Reset

كما كان متوقعا بعد الإعتراف الفرنسي والبريطاني المدوي، فإن أعداد الدول التي اعترفت بفلسطين والتي أعلنت نيتها بذلك يتسارع يوما كل يوم ، فالعالم يشهد صحوة ضمير جراء ما تفعله إسرائيل بغزة، الذي لم يشهده التاريخ الحديث والمعاصر من قتل متعمد وتدمير حتى المدمر، وهي اليوم تستعمل أقذر سلاح عرفته البشرية، التجويع والتعطيش اللذان يؤديان إلى الموت البطيء.

العالم دخل في سبات الإنحياز المطلق لإسرائيل أكثر من مئة عام، وتبنى الرواية الصهيونية بكل تفاصيلها المزورة على حساب الرواية الفلسطينية الحقيقة المطلقة على الأرض، الأمر الذي جعل إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية في مقدمتها القوانين الدولية التي تجرم كل ما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني، من سلب لأراضيه وتشريده في كل أنحاء العالم وتحويل معظمه إلى لاجئين بعد أن كانوا أسيادًا في بلادهم.

وكما يخرج الفرج من رحم المعاناة يجد الفلسطينيون اليوم في العالم من يهب ويصرخ بوجه الإسرائيليين ومن معهم في مختلف دول العالم .. كفى، فقد ضاقت بكم شعوب العالم وابتزاز الهيونية للجميع بخرافات وأكاذيب لا أساس لها، وأن مظلوميتها المزيفة قد انكشف وجهها المخادع وأن الفلسطينيين هم الضحايا لكل هذا الكذب والتزوير، وبدأ قسم كبير من العالم يتنبه إلى الحقيقة التي غيبت أكثر من قرن ، وأن الشعوب كانت تضع على عيونها غشاوة لسبب الضخ المتراكم في الرواية المزيفة في الوقت الذي كانت الرواية العربية فيه ضعيفة وهزيلة، لا تقنع أحدًا لأنها كانت خطابات وبيانات دون أن يتصدى أحد، لتفنيد الرواية الصهيونية على الأرض.. وهنا لا بد ان نشير الى جهود الملك عبد الله الثاني الكبيرة في ترسيخ الرواية الفلسطينية على مستوى العالم والوقوف في وجه اسرائيل و.عوة العالم إلى انصاف الفلسطينيين وإخراجهم من الهوة الأسرائيلية..

الفلسطينيون في الداخل فرضوا روايتهم على العالم بالدم والجوع، والتضحيات الكبيرة وهم الذين ظلوا يضربون على الخزان حتى انفجر بوجه العالم، وانكشفت بشاعة ما يجري في فلسطين للجميع.

إسرائيل اليوم وحلفاؤها القلائل الذين تبقوا معها في حالة عناد، ويصرون على أن لا يصحوا من صدمة تحول العالم لهذا التسارع لجانب الحق الفلسطيني وأصبح الفعل الدولي على الأرض وليس مجرد خطابات انفعالية وإدانات لا تقدم ولا تؤخر.

كثير من الدول أوقفت تعاملها مع إسرائيل بالكامل أو جزئيا، بل إن كثير من هذا الدول رفعت سقف مطالبها لحد مقاطعة إسرائيل ومحاكمة قادتها في المحافل الدولية، وتقف خلف هذا الجهد الكبير الضغط الذي مارسته شعوب العالم على دولها، ومطالبتها أن تقف بوجه إسرائيل.

الجدار الإسرائيلي الذي كان يقف حاجزا بين العالم والفلسطينيين ليحجب معاناة هذا الشعب بدأ بالتصدع وبدأ العالم ينظر من شقوق هذا الجدار، ويرى ما يحدث على الأرض في فلسطين، وبدأ يتخذ مواقف تتناسب مع وجوبية رفض الجريمة الإسرائيلية ضد شعب مظلوميته امتدت لأكثر من قرن.

لن يستطيع أحد أن يقف بعد اليوم إلى الجانب الإسرائيلي لأنه كما أشرت، لم يعد أحد في العالم يحتمل هذا الإجرام، وأن شعوب العالم منذ عقود طويلة نبذت احتلال أراضي الغير، وقتل الآخر من أجل أن تحتل بلاده ، والأهم أن الأجيال الجديدة التي ولدت ونكبة الفلسطينيين مستمرة، وتتعمق ولم يعد بمقدور إسرائيل والقلة التي تبقت معها أن يخفوا وجه الحقيقة عن أحد ، وفاتهم أن الإنفجار الضخم الذي لم يشهده تاريخ البشرية في الاتصال بين مختلف بقاع العالم وأصبح كل حدث مهما صغر أو كبر يصل الجميع خلال دقائق، بصورته الحقيقة دون أي حواجز أو محاولات تهدف إلى حجب الحقيقة، وهذا الأمر خدم الشعب الفلسطيني ومكنه من إيصال صوته لكل العالم والنتيجة الآن نراها بأعيننا.

إلى متى ستظل إسرائيل ومن بقي معها تكابر في مواجهة لحظة الحقيقة، ، وأن التطورات ستتجاوز منطقها وستجد أن الدولة الفلسطينية ستكون واقعًا على الأرض، وسيفتح التاريخ صفحات سوداء ليكتب فيها عما فعلته الصهيونية وربيبتها إسرائيل وكل من وقف معها ودعمها وسكت عليها

سينهار الجدار، عاجلًا أم آجلا فكل التضحيات التي قدمها الفلسطينيون ومن وقف معهم لن تذهب هباء، هذه حتمية قدر الله العظيم وسنة تاريخ نضال الشعوب من أجل الحرية والتحرر..

لا اعرف أي ضمير يحمل هذا الذي قال اليوم أنه لم يشاهد مجاعة في غزة وأن إسرائيل لا تقوم بتجويع الناس هناك!!!!

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00