لندن: محمد الطّورة
الإعلام الحر المسؤول: خط الدفاع الأول عن الوطن
حصر موضوع قرار ترخيص المواقع الإخبارية في يد (جهه وجماعة) واحدة مع ضرورة تحسين الإطار الإداري ليكون أكثر كفاءة.
في عصر المعلومات الرقمية، أصبح من الضروري الحصول على ترخيص رسمي للمواقع الإعلامية. يعد الترخيص الإعلامي خطوة أساسية لضمان التزام القائمين على هذه المواقع بالقوانين والتشريعات المعمول بها في بعض الدول. يعكس وجود ترخيص رسمي مصداقية الموقع ويضمن له القدرة على البقاء والنمو في سوق المحتوى الرقمي المتزايد.
الاسبوع الماضي تقدمت بطلب لترخيص موقع إعلامي في أحد الدول حيث، كانت تجربة مثيرة ومليئة بالتحديات. بدأت العملية بجمع الوثائق المطلوبة، والتي شملت هوية شخصية، وعرض تفصيلي عن محتوى الموقع. حرصت على أن تكون كافة المعلومات دقيقة ومحدثة، مما ساعدني في تجنب أي تأخير قد ينجم عن نقص في البيانات.
بعد إكمال الوثائق، قمت بتقديم الطلب إلى الهيئة المختصة. كان من المدهش أن أكتشف أن هناك نظاماً إلكترونياً يشمل جميع إجراءات التراخيص. هذا النظام ساعد في تعزيز الكفاءة، حيث يمكن متابعة الحالة وأي تحديثات بسهولة.
كما كانت الاستجابة من الجهات المسؤولة سريعة بشكل عام. استغرق الأمر أسبوع واحد للحصول على الموافقة النهائية، وهذا يعد وقتاً مناسباً مقارنةً بالعديد من الدول الأخرى. كانت هناك أيضًا اتصالات مستمرة من الهيئة، حيث قاموا بتوجيهي في كل خطوة، مما ساهم في تسريع العملية بشكل أكبر.
في نهاية المطاف، كانت تجربتي في الحصول على الترخيص في الدولة الأولى إيجابية إلى حد كبير. إذ أن النظام الفعال والمساعدة المستمرة من الهيئة جعلت الحصول على الترخيص أكثر سلاسة مما كنت أتوقعه. هذه التجربة زودتني بفهم عميق للإجراءات اللازمة وشجعتني على الانطلاق بمشروعي الإعلامي الجديد.
عندما قررت التوجه إلى دولة آخرى للحصول على ترخيص لنفس الموقع، واجهت تجارب وعقبات مختلفة مقارنة بالبلد الأول. تقدمت بطلب الترخيص مكتمل قبل عدة أشهر، ومنذ ذلك الحين لم أستلم أي رد أو تحديث بخصوص حالة الطلب والقرار بالقبول أو الرفض. تساعد هذه التجربة في تسليط الضوء على مدى التعقيدات البيروقراطية التي يمكن أن تواجهها في بعض الدول.
تتطلب عملية الحصول على الترخيص في هذه الدولة العديد من الخطوات، وتحتاج إلى العديد من الوثائق الرسمية التي قمت بتحضيرها بعناية. ومع ذلك، فإن أكثر ما أثار انزعاجي هو طول الوقت المطلوب لمعالجة الطلب. عادة، في العادة يُتوقع أن تستغرق هذه العملية أسابيع، ولكن بعد مرور عدة أشهر، يمكن أن يشعر المرء بالإحباط والتوتر مما قد يؤثر سلبًا على خطط العمل المستقبلية للموقع. في بعض الأحيان، إن الانتظار الطويل يمثل تحديًا كبيرًا، حيث يصبح صعبًا تحديد الخطوات التالية في تطوير المحتوى أو تحسين التجربة مع الجمهور المستهدف.
بالإضافة إلى ذلك، فقد لاحظت أن هناك نقصًا في الشفافية خلال هذه العملية. عدم توفر معلومات واضحة حول مراحل معالجة الطلب أو التوقعات الزمنية يجعل من الصعب التخطيط بشكل مناسب. كما أن التحديات البيروقراطية تلقي بظلالها على إمكانية تطوير المشروع، مما يتطلب من أصحاب الأفكار الإعلامية حلاً سريعًا لتنمية أعمالهم في ظل هذا الغموض.
خلاصة القول إن التأخير في معالجة طلبات الترخيص بسبب تداخل الصلاحيات بين مؤسسات الدولة وأستدعاء بعض أصحاب المواقع للمقابلة يمكن أن يكون له آثار سلبية على الإعلام الجديد. فالخلل في القوانين أو الإجراءات يعوق الانطلاقة المبكرة للمشاريع الإعلامية التي تهدف إلى تقديم محتوى يلبي احتياجات الجمهور. ويسهم في تشغيل الصحفيين والإعلاميين من أبناء الوطن .
إن التباين في فترات اتخاذ القرارات يؤكد ضرورة حصر موضوع قرار ترخيص المواقع الإخبارية في يد جهه وجماعة رسمية واحدة مع ضرورة تحسين الإطار الإداري ليكون أكثر كفاءة من أجل جذب الإستثمارات الإعلامية وأستقرارها بدلاً من هجرتها والبث من الخارج.