Home أخبار عاجلةالوطنية تعمل ولا تتكلم هي أنتماء ومسؤلية وليست حمل جنسية.

الوطنية تعمل ولا تتكلم هي أنتماء ومسؤلية وليست حمل جنسية.

by dina s
50 views
A+A-
Reset

لندن –  همسة في الأذن : بقلم محمد الطّورة

“إجتماع السواعد يبني الوطن  وإجتماع القلوب يخفف المحن”

العموم نيوز- الوطنية هي شعور الانتماء إلى الوطن، وهي تتجاوز مجرد كونها جنسية أو حيازة لمكتسبات مالية ومناصب حكومية . إنها تعكس مدى التزام الفرد بخدمة بلده والعمل من أجله. يتطلب الانتماء الحقيقي للوطن من كل فرد أن يكون مستعدًا لتحمل المسؤوليات والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع. في كافة المجالات الأقتصادية والإعلامية وغيرها.

أن التشكيك في ولاء أبن الوطن حتى ولو كان يحمل جنسية أخرى هو شئ خطير ويحمل من يقوله مسئولية قانونية وليس العكس فالجنسية رابطة بين الفرد والدولة ترتب لمن يحملها حقوقا أساسية من أهمها ممارسة كافة الحقوق السياسية والعامة ، وليس من المعقول اتهام شخص بانعدام الولاء أو ضعفه دون دليل قاطع ، إذ أن الأصل في الأنسان البراءة ، وقياسا على ذلك، فالأصل في الوطني الولاء ، لا يجوز افتراض العكس دون دليل مادي قاطع ، ومن ثم لا يجوز عقاب الشخص مزدوج الجنسية بحرمانه من الحق في ممارسة نشاطه كمواطن إذا لم يرتكب فعلا يجرم عليه بالقانون.
كل شعوب العالم تحب أوطانها، وجميع شعوب العالم يجمعون على الأسباب التي تجعلهم يحبون الوطن؛ لكونه البيت الذي نشأوا وترعرعوا فيه، وحامل هويتهم، وحامي طموحاتهم وآمالهم، ونحن الأردنيين لا نحب الوطن لتلك الأسباب فحسب، بل نحبه لأسباب إضافية أخرى، منها ما نتباهى به أمام الأمم، مثل: قيادته الهاشمية المتسامحة ومكانة وطننا عالميا، ودوره المحوري في صناعة الاستقرار محليا وإقليميا وعالميا، و.ونعمة الأمن والأمان التي يتمتع بها.
حبنا لوطننا أعمق من أن يأتي في سياق مزايدة على معاني الوطنية (وحمل وأزدواج الجنسية ) إنه نوع من الإلهام الفطري والغرس الذاتي الذي ينشأ منذ المرحلة الجنينية، وينمو معنا كلما رأينا عطاء وطننا وتاريخه وحضارته وتطوره.
والوطنية هوية، فنحن لا نعرّف أمميا إلا بأوطاننا وانتماءاتنا، وليس هناك من يرفض وطنه أو يتحدث عنه بسوء، فذلك إساءة للذات واحتقار لها، ولا يقوم بذلك إلا غير منتم وضائع وبلا عقل، وارتباط الوطن بالهوية أمر لازم لشرح القيم الذاتية وتأكيد الانتماء. ولذلك، فإن الارتباط بين الوطن والهوية ليس أمرا عقليا وحسب، وإنما وجداني يجري مع الدم، ويشكّل النفس، ويقدم الفرد المواطن للآخرين بحسب وطنه، وذلك يجعلنا كأردنيين أكثر اعتزازا بهويتنا الوطنية، لأن هناك الكثير مما يجعلنا نفاخر به بين الأمم، وبالتالي فإن هويتنا مصدر اعتزاز وولاء يزيد عن كثير غيرنا.
إنه  الأردن وطن العطاء، وأيقونة المجد والتعايش، دوما نحس فيه بأمان يفتقده كثيرون غيرنا، يعطي بلا حدود، يمنحنا دائما الأمل والوعد بالأفضل، ينمو حضاريا كما تنمو أجسادنا، فلا أقل من أن يكون محل الوفاء والعطاء والولاء ورد الجميل له بأي شكل من الآشكال، لم تكن قصة إنجازه سهلة، وإنما مهرها أسلافنا من أل هاشم والأردنيين بالدم والكفاح والتعب والجهد والعرق، وهي المسيرة ذاتها التي  أستمر بالسير عليها جلالة الملك عبدالله ابن الحسين المعظم  منذ توليه العرش عام 1999 ،يعضده ولي عهده الأمين سمو الآمير الحسين بن عبدالله المعظم ويسانده شعب أردني منتمي لتراب الوطن، لذا ينبغي علينا جميعا أن نحافظ عليه، فذلك يرتبط بذواتنا وهويتنا، فنحن نحمل جينات أجدادنا الذين أرسوا وأسسوا هذا الكيان، وكما اشتغلوا بصدق وإخلاص من أجل أن نهنأ ونسعد فيه، فلا أقل من أن نعمل جميعا  يداً بيد وبعقل واحد ويد واحدة دون أن نشكك بنوايا بعضنا البعض من أجل نموه وازدهاره.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00