Home أخبار عاجلةالمستوزرون ورحلة الوصول للقب “معالي” في الدوار الرابع

المستوزرون ورحلة الوصول للقب “معالي” في الدوار الرابع

by dina s
21 views
A+A-
Reset

لندن – محمد الطّورة

من الأمل إلى الإحباط ..”أسمي” كان ظمن قائمة المرشحين للوزارة ( شالوه ) في آخر لحظة

في كل مرة يتم فيها تشكيل حكومة جديدة أو إجراء تعديل وزاري في الأردن، يظهر عدد من المنظرين والمستوزرين على الساحة الإعلامية. هؤلاء الأفراد يبدون آراءهم ونقدهم الصريح حول التشكيلة الحكومية، رغم أنهم غالبًا ما يفضلون الصمت في الفترة التي تسبق ذلك، بانتظار فرصة لدخول الوزارة.

يمكن أن يعزى هذا السلوك إلى عدة عوامل، منها الطموحات الشخصية والرغبة في الحصول على لقب “معالي” . حيث يتسابق هؤلاء لانتقاد الحكومة الجديدة بمجرد تشكيلها، مما يثير تساؤلات حول نزاهة الجدل وسلبيته على السياسة العامة. غالبًا ما يتراكم انتقادهم في وسائل الإعلام، مما يعطي انطباعًا بأن لكل منتقدًا رؤية صحيحة.

للأسف، هذه الظاهرة أصبحت تنتشر في الأردن كالنار في الهشيم. فبدلاً من تقديم دعم بناء للحكومة الجديدة، ينشغل هؤلاء بالنقد السلبي. مما يؤدي إلى تفكيك الثقة بين الشعب والحكومة. من المهم معالجة هذه الظاهرة من خلال تعزيز ثقافة الحوار البنّاء، وتحفيز النقاشات الإيجابية حول السياسات والتعليمية في البلاد.

إن المنظرين في الأردن، أو كما يطلق عليهم المستوزرين، غالبًا ما يظهرون بعد الأحداث السياسية المهمة، مثل تشكيل الحكومة أو تعديلات وزارية، حيث يلجأ العديد منهم إلى استخدام الإعلام والتواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم. يعود ذلك جزئياً إلى رغبتهم في التأثير على الرأي العام وخلق نقاشات حول السياسات المتبعة. يُمكن أن يُعزى ذلك أيضًا إلى بيئة اجتماعية وسياسية تتيح حرية التعبير، إلا أن ذلك لا يخلو من تحديات، خاصة في السعي لتحقيق التوازن بين النقد المبرر وخطاب قد يتسم بالمغالاة أو التحبيط.

تتعدد الأسباب التي تجعل هؤلاء الأفراد يتفاعلون مع الأحداث السياسية بطرق نقدية، ويتمثل أحدها في انعدام الثقة بين بعض قطاعات الشعب والحكومة . تُعزز هذه الظاهرة وجود حالة من عدم اليقين في أذهان المواطنين فيما يتعلق بمسار الوطن. وعليه، يصبح ظهور المنظرين ضرورة للبحث عن حلول تتواءم مع تطلعات الشعب. إن هذه الديناميكية قد تلعب دورًا محوريًا في تشكيل السياسات العامة والعلاقات بين الحكومة والمواطنين، مما يعكس عمق هذه الظاهرة وتأثيرها على الشأن العام في الأردن.

ظاهرة النقد الفوري لتشكيلات الحكومة في الأردن من الظواهر الاجتماعية والسياسية التي تستحق دراسة دقيقة لفهم ديناميكيات المجتمع الأردني. فعندما يتم الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة، يظهر النقد سريعًا من قبل المنظرين وهؤلاء الأفراد الذين غالبًا ما يتركون انطباعاتهم وآرائهم حول الحكومة الجديدة بشكل فوري، وهو ما يثير تساؤلات حول الأسباب والدوافع وراء هذا السلوك.

من المؤكد أن النقد الفوري لتشكيلات الحكومة في الأردن يصلح للدراسة كظاهرة تعكس التفاعلات الاجتماعية والسياسية وأبعادها النفسية، مما يتطلب فهمًا شاملاً لهذه الديناميكيات المعقدة.

ظاهرة المنظرين والمستوزرين في الأردن تعتبر من الظواهر السياسية البارزة التي تترك آثاراً متعددة على الديناميكية السياسية في البلاد. يتمثل التأثير الأول لهذه الظاهرة في زيادة حدة النقد الموجه للحكومة وقراراتها، مما يؤدي إلى تفاعلات متفاوتة بين صانعي القرار والمواطنين. فعندما تبرز أصوات المنظرين، تصبح الحكومة تحت ضغط مستمر لتقديم مبررات لوضعها الحالي، مما قد يدفعها إلى اتخاذ قرارات سريعة أو غير مدروسة لتحقيق الاستجابة المطلوبة من المواطنين.

هذه ظاهرة تعد بمثابة  تحديًا يعوق التقدم السياسي والاجتماعي، ويتطلب معالجتها نهجًا شاملًا يتضمن العديد من الخيارات الفعالة. من أجل تعزيز ثقافة الحوار البناء، ينبغي تعزيز المبادرات التي تشجع على النقاش المفتوح بين مختلف فئات المجتمع. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تُعنى بقضايا هامة يتناولها المجتمع. مشاركة خبراء في هذه الأنشطة سوف تساعد في نشر ثقافة النقد المستنير، وتوفير منصات تسمح للأفراد بتبادل الآراء والمقترحات.

علاوة على ذلك، فإن خلق بيئة تسمح بالنقد البناء هو عنصر أساسي في معالجة هذه الظاهرة. ينبغي على الحكومة اعتماد نهج أكثر انفتاحًا عند اتخاذ القرارات، بما يشمل إجراء مشاورات موسعة مع المواطنين قبل إصدار أي قرارات قد تؤثر على حياتهم اليومية. يُفضل أن تُستخدم أدوات مثل الاستبيانات العامة أو الجلسات الحوارية للوصول إلى آراء المجتمع واهتماماته، مما سيعزز من شرعية القرارات المتخذة.

من وجهة نظري أن الحل السحري  لهذه الظاهرة يكمن بإطلاق لقب “معالي”  يسبق أسم كل مواطن أردني وبعدها  سنرى كيف ستختفي أقلام  المستوزرين.

 

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00