العلاقات الأردنية المصرية اليوم في أفضل حالاتها، وأقوى مراحلها، والفضل في ذلك إلى العلاقات الوطيدة والقوية جدًا بين القيادتين: جلالة الملك عبدالله الثاني، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
المواقف السياسية متطابقة تمامًا، والتنسيق على أعلى مستوى، وتحديدًا في القضية الأولى لدى البلدين، وهي «القضية الفلسطينية». فلولا التنسيق الكبير، والموقف الصلب للبلدين منذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر، لمضت إسرائيل في مخططاتها لتهجير الغزّيين، لكن صلابة الموقف «الأردني-المصري» حالت دون ذلك وغيّرت مواقف كثير من دول العالم.
قوة العلاقة الأردنية المصرية اليوم، لا بدّ من استثمارها بصورة أكبر وأسرع، كي تؤتي أكلها، وعلى كافة الأصعدة: السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية وغيرها من المجالات، وفي مقدمتها:
1 – سياسيًا: من المهم جدًا اليوم، وفي ظل التهديدات الإسرائيلية على غزة والضفة والإقليم، أن يبقى الموقف الأردني المصري الصلب حائط صدّ منيع – وهو كذلك – في وجه الأطماع الإسرائيلية التوسعية، وتوسيع دائرة الضغط على إسرائيل من خلال الأشقاء العرب ودول الإقليم والعالم، من أجل وقف حرب الإبادة في غزة، وإدخال المساعدات، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة ولبنان وسوريا.
2 – اقتصاديًا: اجتماعات اللجنة العليا المشتركة أمس الأول أثمرت عن توقيع 9 اتفاقيات وبرامج تنفيذية ومذكرات تفاهم في مجالات: حماية المستهلك، والمناطق التنموية والحرة، والإدارة المحلية، والسياحة والآثار، والشباب، والأوقاف، والمشتريات الحكومية، لتضاف هذه الاتفاقيات إلى عشرات الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، اللذين يشكلان نموذج نجاح بانتظام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة للبلدين منذ عام 1985.
3 – استثماريًا: في مصر اليوم آلاف الأردنيين المستثمرين بحجم يصل نحو 2 مليار دولار، مقابل استثمارات مصرية في الأردن بنحو مليار دولار.
4 – عُمّاليًا: الجالية المصرية في الأردن هي الأكبر ربما خارج مصر بإجمالي يقدر بنحو 900 ألف مصري، مقابل أكثر من 20 ألف أردني في مصر بين مستثمر وطالب في جميع المراحل الدراسية.
5 – تجاريًا: أرقام التبادل التجاري بين البلدين ارتفعت مؤخرًا وبشكل ملحوظ بنسبة 30%.
6 – الكهرباء والطاقة: من أهم المشاريع الكبرى بين البلدين مشاريع الطاقة والكهرباء، والتعاون في هذا المجال يتمثل بشركة «فجر الأردنية المصرية لنقل وتوريد الغاز الطبيعي»، ومشاريع الربط الكهربائي المشترك وصولًا إلى سوريا ولبنان وغيرهما.
7 – النقل: أهم صوره الناجحة يتمثل بشركة «الجسر العربي للملاحة»، التي تعدّ قصة نجاح في مجال النقل البحري على مستوى الإقليم بين الأردن ومصر والعراق.
8 – المشاريع الكبرى: من خلال التكامل الاقتصادي بين الأردن ومصر والعراق في العديد من القطاعات، وبمشاريع إقليمية في مقدمتها «المنطقة الاقتصادية بين الأردن والعراق» وبمشاركة مصرية، إضافة لمشاريع الطاقة والنقل الكهربائي على مستوى الإقليم.
9 – التكامل الصناعي: من خلال مشاريع كبرى بمساهمة القطاع الخاص في دول: الأردن، ومصر، والإمارات، والبحرين.
10 – المجالات الأخرى: التعاون الأردني المصري مميز في كافة المجالات الثقافية والإعلامية والفنية والاجتماعية وغيرها من القطاعات.
*باختصار:
أ)- العلاقات الأردنية المصرية التي بدأت منذ العام 1946 تعدّ أنموذجًا يحتذى للعلاقات العربية-العربية، وهي اليوم في أحسن حالاتها، وفي ظل الظروف التي تمرّ بها المنطقة والعالم، من الممكن استثمار هذه العلاقات للمضي قدمًا بالدفاع عن قضايا البلدين وقضية الأمة المركزية «القضية الفلسطينية»، واستثمار العلاقات المشتركة من خلال تفعيل أسرع للاتفاقيات ومذكرات التعاون الاقتصادية، تحديدًا لمزيد من الاستثمارات المشتركة في القطاعات المختلفة، وتحديدًا في قطاع الطاقة والكهرباء والصناعة والتجارة والسياحة وغيرها من القطاعات، بما يعود بالنفع على البلدين وشعوبهما.
ب)- على القطاع الخاص في البلدين استثمار هذه المرحلة الذهبية من العلاقات للاستفادة من كافة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، في ظلّ توجيهات واضحة جدًا ومباشرة من القيادتين للحكومتين بتشاركية استثنائية، تساهم برفع معدلات النمو الاقتصادي في البلدين وخلق مزيد من فرص العمل للشباب.
ج)- على القطاع الخاص في البلدين اليوم «استثمار الفرصة»، لتحقيق الإنجازات، انطلاقًا من «إذا هبّت رياحك فاغتنمها».