Home أخبار عاجلةتساؤلات حول السلوكيات المتناقضة عند بعض موظفي المؤسسات والدوائر والهيئات الرسمية داخل الوظيفة وخارجها

تساؤلات حول السلوكيات المتناقضة عند بعض موظفي المؤسسات والدوائر والهيئات الرسمية داخل الوظيفة وخارجها

by dina s
3 views
A+A-
Reset
لندن: محمد الطّورة
التحول المفاجئ في المواقف عند البعض لإسباب تتعلق بمصالح شخصية

كثيراً ما نرى فئة بعض الموظفين يتبنون مواقف قوية في الدفاع عن وطنهم وقيادته، خاصة عند تبوؤهم لمناصب في مؤسسات ودوائر حساسة تمنحهم صلاحيات واسعه في التعامل مع المواطنين في بعض القضايا . هؤلاء الأشخاص يظهرون ولاءً شديداً، ويعتبرون أنفسهم رموزاً للحق  في الدفاع عن الوطن وحمايته. لا ندري إن كان هذا الدفاع ناتجاً عن واجبهم الوظيفي أو إيماناً حقيقياً بمبادئهم.

ومع ذلك، تظهر حالة مثيرة للاهتمام عندما يغادر هؤلاء الأشخاص مناصبهم الرسمية، يبدأ الكثير منهم في التحول من داعمين للحكومة إلى معارضين لها ولقراراتها ومواقفها وسلوكها مع المواطنين. يتبدل موقف هؤلاء بشكل مفاجئ، مما يثير تساؤلات حقيقية عن مدى إخلاصهم في مواقفهم السابقة. في بعض الأحيان، يبدون كأنهم يبثون إحباطهم وغضبهم عبر وسائل الإعلام التي كانوا يعتبرونها في السابق بمثابة أبواق سامه تريد أن تنتقص من إنجازات الوطن ومؤسساته في حال سمح لها أن تعمل في الساحة الأعلامية  الداخلية.

هذا السلوك من هؤلاء الأشخاص يمكن أن يخلق حالة من عدم الاستقرار في المجتمع، حيث يؤدي إلى انقسام الآراء حول الحكومات والقرارات المتخذة. من المهم أن نتساءل عن دوافع هذا التغيير: هل هو أمر طبيعي أم أن هناك عوامل خفية تسهم في هذه الظاهرة؟ كيف يمكن للمجتمع أن يتعامل مع هؤلاء الذين يغيرون أفكارهم  ومبادئهم بناءً على مصالح شخصية؟

لا شك أن الوطنية هي من أهم القيم التي يجب أن يتصف بها كل فرد في المجتمع. لكن في بعض الأحيان، نجد أن البعض يظهر الوطنية في مكان العمل بينما يستنكرونها عند مغادرتهم لهذه البيئة. يتناقض هذا السلوك بشكل كبير مع السلوك البشري ويدفعنا للتساؤل عن الأسباب وراء ذلك

تعودنا أن نشاهد ما يظهره الكثير من الموظفين خصوصاً  في بعض المؤسسات والدوائر الرسمية من ولاءً كبيرًا لوطنهم أثناء تأدية واجباتهم المهنية بحيث يظهرون أنفسهم أمام رؤسائهم ومدرائهم بمثابة خط الدفاع  الآول عن الوطن وقيادته وأمنه واستقراره ، وذلك من خلال سعيهم الدائم للتشكيك في مواقف الآخرين ونوايهم وأهدافهم دون اية مبررات. ولكنهم في نفس الوقت يمكن أن يتحدثوا بشكل سلبي عن الوطن عندما يتواجدون في بيئات أخرى، مما يجعلنا نتساءل حول دوافع هذا التناقض. هل هو تأثير البيئة المحيطة؟ أم أنه انعكاس لعدم الرضا عن ظروف وطيفية أو أوضاع أجتماعية واقتصادية قد يمرون بها؟

من المهم فهم هذه الظاهرة والعمل على إيجاد حلول لإنهاء هذه التناقضات السلوكية. فلنبدأ بالشيء الإيجابي، حيث يجب تعزيز قيمة الوطنية في مختلف جوانب الحياة، وليس فقط في مكان العمل. يمكن ذلك من خلال التعليم والتوعية، لنتمكن جميعًا من رؤية الوطن بزاوية أكثر إيجابية تدفع إلى العمل من أجل تحسينه بدلًا من انتقاده والأنتقاص من إجازاته بعد ترك الوظيفة

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00