رسالة بدلالات عميقة تعكسها زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس، لمدرسة حسن خالد أبو الهدى الثانوية الشاملة للبنين في الزرقاء، كونها إحدى أقدم المدارس المهنية في المملكة، على كافة القائمين على منظومة التعليم الأخذ بها عل محمل التطبيق الفوري، فهي رسالة بأهمية التعليم المهني وضرورة إيلائه أهمية كبرى وتوجيه بوصلة التعليم لجهته بشكل أكثر فاعلية وعملية، وحرفيّة.
زيارة جلالة الملك يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، أمس إلى مدرسة حسن خالد أبو الهدى الثانوية الشاملة للبنين في الزرقاء، للاطلاع على واقع إحدى أقدم المدارس المهنية في الأردن التي تأسست عام 1974، زيارة توجّه رؤى التعليم لجانب هام يكمن في الاهتمام بالتعليم المهني ومنحه مساحات واسعة أو أوسع في المشهد التعليمي المحلي، هو اهتمام ملكي بتعليم بات جزءا هاما في المشهد التعليمي وعلى مستوى عالمي، ما يجعل الاهتمام به وبث ثقافة خاصة به للتشجيع على إقبال الطلبة عليه بات ضرورة.
جلالة الملك خلال زيارته للمدرسة، وجّه إلى دراسة احتياجات المدرسة والعمل على تطوير المشاغل والغرف الصفية فيها بما يتناسب مع جهود تطوير التعليم المهني، وفي ذلك رؤية ذهبية لكل منظومة التعليم المهني، إذ لا بد من دراسة الاحتياجات وصولا لتطوير المشاغل والغرف الصفية، لتصبح مسألة تطوير التعليم المهني ممكنة، وناجحة، وجزءا عمليا في منظومة التعليم، ومقصدا تعليميا يتوجه له الشباب والشابات عن رغبة.
المدرسة التي تطبق برامج التعليم والتدريب الصناعي، كالنجارة وميكانيك السيارات والتكييف والتبريد، تعد واحدة من المدارس القديمة في التعليم المهني، وحقيقة في زيارة جلالة الملك لها أمس دلالات عميقة لجهة التعليم وسوق العمل وتقليل نسب البطالة وحلّ عملي للتخصصات المشبعة والراكدة، ولجهة وجود أدوات عملية لدعم جهود تطوير التعليم المهني، هي زيارة بحجم عشرات الأبحاث والدراسات والخطط والبرامج والندوات التي تناولت واقع سوق العمل والبطالة والإقبال على تخصصات دون الأخرى، فهي زيارة تعد علامة فارقة في المنظومة التعليمية، تؤشّر لجانب يجب التركيز عليه ومنحه الاهتمام الكبير لأهميته.
ومن مزايا المدرسة أنها توظف نظام BTEC البريطاني المختص بالتعليم المهني الذي يدمج بين الجوانب النظرية والعملية، لتطوير مهارات الطلاب وإعدادهم لسوق العمل لينالوا شهادات معترف بها دوليا، وفي ذلك جانب تعليمي غاية في الأهمية كونها تدمج ما بين النظري والعملي، وفي ذلك منهجية تعليمية نموذجية تضع الطالب في الدرب الصحيح والسليم، وتقوده لسوق العمل وقد تمكّن من تخصصه، وحمل شهادة دولية، وأصبح مؤهلا للعمل بما قام بدراسته، بشكل محترف وعلمي وعملي.
شكّلت زيارة جلالة الملك أهمية كبرى للتعليم المهني وللتعليم بشكل عام، إذ وضع جلالته التعليم المهني كجزء هام في المنظومة التعليمية، وبالمقابل ضرورة الاهتمام بهذا الجانب في التطوير والتحديث وتوفير كافة الأدوات التي تجعل منه جانبا تعليميا عمليا بنتائج عملية، وتمكينه بكل ما يلزم من وسائل ليواكب مسيرة التحديث والجهود المبذولة لتطوير التعليم المهني، الذي هو اليوم ركيزة أساسية في مسيرة التحديث، ودعم الاقتصاد الوطني ومكافحة البطالة، ورفد سوق العمل بالأيدي المؤهلة لمهن تفتقر للأيدي العاملة المؤهلة.