لندن: كتب محمد الطّورة
التناقضات في التصريحات وازدواجية المواقف بين الإعلام والنخب الأردنية
تتداخل العلاقة بين الإعلام الأردني والنخب السياسية بصورة معقدة، حيث تتأرجح بين الفتور والرغبة الملحة في الدفاع أو النقد. منذ عقود، كانت النخب السياسية تُمارس تأثيرها على وسائل الإعلام، ما أدى إلى ظهور فجوة واضحة بين مسؤوليات هذه النخب والتطلعات المجتمعية. في كثير من الأحيان، كان لدى النخب السياسية رغبة في استخدام الإعلام كأداة لتعزيز مواقعها، لكن هذه الانتقائية أدت إلى مواقف عدائية خلال فترة وجودهم في المناصب.
برزت هذه الديناميكية عندما سعت وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يؤثر بها السياسيون في المجتمع. لذا كانت النخب تميل إلى استخدام القوة، سواء عبر التقييد المفروض على الصحافة أو من خلال استغلال العلاقات العامة لإبقاء الإعلام تحت السيطرة. ولكن بعد مغادرتهم مناصبهم، يتبدل المشهد، إذ تبدأ النخب في انتقاد ما كان يُعتبر خطاً أحمر في السابق.
غالبًا ما تستغل هذه الشخصيات وسائل الإعلام منصة لممارسة حرية التعبير، إذ ينتقدون السياسات السابقة للبلاد، مما يثير تساؤلات بشأن مصداقيتهم. يتردد السؤال حول كيفية إمكانية أن يتحدث هؤلاء الأفراد بشكل سلبي عن دولتهم بعد مغادرتهم المناصب. حيث يُعتبر ذلك مؤشرًا على قوة الإعلام في تشكيل الرأي العام، مما يعكس تأثيره العميق على المجتمع الأردني. وهذا التناقض بين الدفاع والهجوم يُبرز ضرورة التفكير المستدام في دور الإعلام في الحياة العامة، ويشير إلى ضرورة إعادة تقييم العلاقات بين النخب السياسية ووسائل الإعلام
عندما نتأمل في التصريحات التي يطلقها بعض المواطينين الأردنيين البارزين، مثل رؤساء الوزراء السابقين ومدراء المخابرات وحتى الوزراء، نلاحظ وجود تناقضات كبيرة بين أفعالهم السابقة وكلماتهم الحالية. هؤلاء الأفراد، الذين كانوا يحملون المسؤوليات الكبرى، يخرجون اليوم في وسائل الإعلام ليتهجموا على وطنهم وعلى إنجازات الحكومة، مما يثير تساؤلات عديدة عن دوافعهم الحقيقية.
يجب أن نتساءل لماذا يسمح لهؤلاء الذين تم اختيارهم من قبل جلالة الملك لتولي المناصب الحساسة بالخروج في وسائل الإعلام من خلال برامج إعلامية، بعد أن كانوا خلال فترات خدمتهم ينتقدون هذه الوسائل ويصفونها بالعداء ويلصقون بأصحابها التهم الجائرة بأنحيازهم للخارج والتشكيك بولائهم للوطن والقيادة . هذا يقودنا للتساؤل هل ذلك يعتبر من باب تغيير في الولاء أم إحباط شخصي جراء عدم وجودهم في المناصب بعد الآن؟
للأسف هؤلاء المسؤلين الذين كانوا يعبرون عن حرصهم على أمن الوطن واستقراره، يجدون أنفسهم الآن في وضع يدفعهم للاستخفاف بتلك الجهود وجلد الوطن ليل نهار . علينا عدم السماح بأي شكل من الأشكال لهذه الأصوات بتوجيه صورة سلبية عن إنجازاتنا الوطنية، بل يجب علينا إعادة التفكير بالمستقبل عند إختيار رجال الصف الأول في مؤسسات الدولة مع ضرورة التعامل من قضايا الوطن بشكل شفاف وإعادة تقييم ما تم تحقيقه، سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي.
أعان الله الوطن وقائده على معشر ناكرين الجميل من أمثال هؤلاء.