هنالك تزايد في الام العمود الفقري سواءا في الظهر او الرقبة و في اغلبها نتيجة سوء استخدام العمود الفقري في المرحلة المبكرة عمريا. وجود عضلات قوية و مفاصل لينة و بالتالي عدم حدوث الالم مباشرة تشجع الشباب على سوء استخدام العمود الفقري لكن مع التقدم في العمر تضعف العضلات العميقة الداعمة و تفقد الغضاريف جزء من سوائلها فتبدا الاعراض في الاغلب على نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينات و تبدا سلسلة من الالام تكون قصيرة المدة و التكرار في البداية و تتحول مع الوقت الى الام مزمنة متكررة تأتي بأشكال مختلفة حتى و إن غلب عليها نوع من انواع الالم.
الملاحظ (خبرة شخصية) ان الالم في المشرق العربي يأخذ الشكل الاتي: الم متكرر في الظهر يزيد مع احدى الوضعيات الثابتة مثل الجلوس او الوقوف الطويل او بعد الاستلقاء و يتحسن جزئيا مع الحركة العادية و يعود مع المشي الطويل او الجهد و في مراحل التوتر و التفكير الزائد تزداد شدة هذه الالام و تكرارها و قد يكون مرد الاخير للتشنج العضلي الذي يصاحب التوتر.
ما يميز الام العمود الفقري بانواعها انها تتشابه في التغيرات على الرنين المغناطيسي و مرد ذلك ان اسباب الالم على المستوى المجهري و بالتالي تاخذ وقت اطول لتظهر بالتصوير الشعاعي او الطبقي او المغناطيسي. هذا التشابه على مستوى الصور مع اختلاف انواع و طرق علاج الالم يودي احيانا الى تباين في الاراء الطبية مرده التركيز في العلاج على التغيرات في الصور دون ربطة بالحالة السريرية للمريض. و اضيف هنا (خبرة شخصية) ان طرق العلاج المطبقة على الدارج في الغرب يتم نسخها دون اجتهاد و ربط بالاعراض على مرضانا في الشرق و كون الدارج في الغرب هو علاج الدسك اكثر من علاج السيناريو الذي ذكرت انتشاره في منطقتنا فان تطبيق نفس الالية سيؤدي الى تحسن لفترة اسابيع ثم يعود الالم بأشكال مختلفة.
للتوضيح اكثر فان انواع الالم جميعها موجوده شرقا و غربا و لكن نسبة انتشار نوع في منطقتنا مختلف عنه في الغرب و قد يكون مرد ذلك جينيا او طبيعة الحياة من رياضة منتظمة و تغذية متوازنه بالايونات و الفيتامينات. بالتالي سيكون من الخطأ الاعتماد فقط على معالجة الصور الشعاعية دون ربطها بنوع الالم و الاعراض التي يشكو منها المريض و الفحص السريري.
أسرد هنا باختصار انواع الالم وتفرد كل منها بالتشخيص و العلاج للحصول على افضل نتائج حتى و ان تشابهت الصور في جزء كبير منها.
النوع الاول هو الالم المزمن المتكرر الذي يحدث في الرقبة و الظهر يأتي بعد حركة معينة قد تكون خفيفة كحمل شئ ثقيل او ربط حذاء او عمل بالحديقة يليها الم شديد يزيد خلال الثلاث ايام الاولى و يصاحبه تشنج عضلي ثم يبدا بالتحسن ببطء خلال الايام التي تلي و هذا الالم احيانا قد يكون شديد لدرجة الحاجة لمراجعة الطوارئ عدة مرات للحصول على مسكنات. هذا النوع من الالم على الاغلب ليس الم دسك حتى لو وجد تغيرات في الدسك في الصور و الاغلب انه الم عضلي مفصلي و في حال علاجه بطريقة علاج الدسك فان التحسن سيكون محدود و لفترة محدودة.
النوع الثاني و هو الالم الذي يبدأ بالظهر او الرقبة ثم ينتشر الى الاطراف ليكون شديد في الاطراف لدرجة ان البعض قد يشعر بتمزق العضلات او شعور بالضغط الداخلي للرجل و هذا الالم يزداد مع الحركة باشكالها و يخف فقط بأوضاع محددة و قد يصاحبه التنمل او ما يشبه التيارات الكهربائية. هذا النوع من الالم هو الم دسك ناتج عن الضغط و التهيج لجذور الاعصاب و بالتالي علاجه يتدرج من المسكنات الى الحقن الى العلاج الطبيعي الى العملية المحدودة.
النوع الثالث هو الم في الظهر يزيد مع الانحناء للامام و الجلوس و يزيد في التكرار و القوة بشكل تراكمي مع الوقت هذا النوع يصاحبه تغير في صفيحة الفقرات و يعتبر تصنيفه حديث و ظهر له علاج حديثا و هو علاج فعال قائم على كي عصيبات الالم من داخل الفقره بالتداخل المحدود.
هنالك انواع اخرى اقل شيوعا سافرد لها مقال مع الام الرقبة المتكررة المصحوبة بالصداع و الم لوح الكتف او ما يدعى بالوثاب.