العموم نيوز: استخدمت الولايات المتحدة، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار تقدّمت به الدول العشر غير دائمة العضوية في المجلس، يطالب بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وبإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وواسع.
وصوّت لصالح مشروع القرار 14 من أصل 15 عضواً، لكن الفيتو الأميركي حال دون اعتماده، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
ونص مشروع القرار على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين لدى حماس والفصائل الأخرى، ودعا إلى رفع القيود المفروضة على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، خاصة تلك التي تقدمها الأمم المتحدة وشركاؤها.
واشنطن تبرر موقفها
القائمة بأعمال المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، قالت إن رفض بلادها لمشروع القرار “ليس مفاجئاً”، مؤكدة أن واشنطن لا تدعم أي قرار لا يدين حماس. وأشارت إلى أن “تقويض أمن إسرائيل” مرفوض، مؤكدة في الوقت ذاته أن المفاوضين الأميركيين يعملون للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار.
وأضافت شيا أن إسرائيل اتخذت خطوات لتقليل الأضرار بحق المدنيين، مشيرة إلى أن المسؤولية عن الخسائر البشرية في غزة تقع على حماس، ووصفت اتهام إسرائيل بـ”الإبادة الجماعية” بأنه “خطر وغير دقيق”.
الموقف البريطاني: العملية الإسرائيلية غير مبررة
السفيرة البريطانية باربرا وودورد، صوتت لصالح القرار، معتبرة أن الوضع الإنساني في غزة “لا يُحتمل ويجب أن ينتهي”. وانتقدت العمليات العسكرية الإسرائيلية وفرض القيود على الإغاثة، ووصفتها بأنها “غير مبررة وغير متناسبة”.
وأكدت أن الفلسطينيين قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، ووصفت الوضع بأنه “غير إنساني”، داعية إلى تحقيق فوري ومستقل ومحاسبة المسؤولين.
الجزائر: مجلس الأمن فشل في وقف الجرائم
السفير الجزائري عمار بن جامع، عبّر عن أسفه لاستخدام الفيتو، معتبراً أن مشروع القرار كان يمثل “إرادة جماعية ورسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني”. وأكد أن إفلات إسرائيل من العقاب هو ما يشجعها على مواصلة “جرائمها”، داعياً إلى وقف استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين.
الصين: الفيتو الأميركي يعرقل السلام
مندوب الصين الدائم فو تسونغ، أكد أن الفيتو الأميركي هو السبب الرئيسي وراء عجز المجلس عن تهدئة النزاع، متهماً واشنطن بإطفاء “بصيص الأمل” لسكان غزة. ودعا إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية فوراً، ورفض المعايير المزدوجة في تطبيق القانون الدولي.
روسيا: فرصة ضائعة للسلام
السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، اعتبر التصويت فرصة ضائعة أظهرت من يسعى بصدق للسلام ومن يواصل المناورات السياسية. وأعرب عن أمله في أن يسفر المؤتمر الدولي المقبل حول عملية السلام، الذي ستنظمه السعودية وفرنسا، عن نتائج ملموسة تعيد الأمل لحل الدولتين.
فرنسا: كارثة إنسانية أمام أعيننا
المندوب الفرنسي جيروم بونافون، وصف الوضع في غزة بأنه “مأساة تُشاهد أمام أعين العالم”، وأعرب عن أسفه لعدم تمرير القرار رغم شبه إجماع عليه. ودعا إلى وقف إطلاق النار فوراً، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، مؤكداً أن حماس لا يمكن أن تكون جزءاً من الحل في غزة.
سلوفينيا: مشروع القرار ثمرة إجماع دولي
مندوب سلوفينيا صامويل زبوغار، عرض مشروع القرار باسم الدول العشر المنتخبة، وأوضح أنه يعكس إجماع أعضاء المجلس على ضرورة إنهاء الحرب، إطلاق سراح المحتجزين، ومنع تجويع المدنيين، واستعادة الخدمات الأساسية وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
الدول العشر المنتخبة
تضم الدول العشر غير دائمة العضوية في المجلس كلاً من: الجزائر، باكستان، بنما، كوريا الجنوبية، الدنمارك، سلوفينيا، سيراليون، الصومال، غيانا، واليونان.
يأتي استخدام الولايات المتحدة للفيتو في وقت يزداد فيه الضغط الدولي لإنهاء الحرب على غزة التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، وأوضاعاً إنسانية كارثية. ويبرز هذا التصويت مجدداً انقسام مجلس الأمن، وعجزه عن اتخاذ موقف حاسم لوقف الحرب المستمرة منذ أشهر.