سادت حالة من الصدمة في إسرائيل بعد تداول فيديو للأسير أبيتار دافيد نشرته كتائب “القسام”، بدا فيه هزيلا للغاية وفي حالة جسدية متدهورة، مع شح الغذاء في غزة جراء الحصار الإسرائيلي.
يأتي ذلك في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في غزة مع استمرار سياسة التجويع التي تنفذها إسرائيل على سكان القطاع المستمرة منذ أشهر، لكن نشر فيديو الأسير الإسرائيلي إيفياتار دافيد، تسبب بصدمة عارمة في الشارع الإسرائيلي، علما أن الإسرائيليين انفسهم لم يهتموا سابقا بصور الأطفال الجوعى في غزة ولا الوفيات اليومية في القطاع نتيجة سوء التغذية.
وكتب أليكس ويتكوف، نجل ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس دونالد ترامب، في حسابه على منصة “إكس” :”أبيتار دافيد بعد 665 يوما جائع ومحتجز في أسر حماس بالكاد يمكن التعرف عليه.. جسده الهزيل وعيناه الغائرتان .. أعيدوهم الآن”، وفق وصفه.
وغرد زعيم المعارضة يائير لابيد قائلا: “على كل عضو في الحكومة أن يشاهد اليوم فيديو أبيتار قبل أن يخلد إلى النوم، ويحاول أن يغفو وهو يفكر في أبيتار وهو يحاول النجاة داخل نفق”.
وتواجه إسرائيل اتهامات دولية متزايدة باستخدام التجويع كأداة حرب في قطاع غزة، في ظل حصار خانق أدى إلى وفاة 162 شخصًا بسبب سوء التغذية، بينهم 92 طفلًا، بحسب وزارة الصحة في غزة. وأفادت الأمم المتحدة بمقتل 1373 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز المساعدات منذ أواخر مايو، فيما وصفت منظمات حقوقية المشهد بأنه “حمام دم يتحول فيه الجوع إلى فخ قاتل”.
والأسيرة الإسرائيلية السابقة ليري إلباغ نشرت تدوينة على “إنستغرام” عبرت فيها عن مشاعرها الصعبة بالقول: “أنا جالسة ولا أستطيع التوقف عن البكاء.. رأيت إشارات الحياة من روم و أبيتار، قبل دقائق من عشاء ليلة الجمعة، وأنا أعلم أن لدي طعامًا على الطاولة، وأني خرجت من هناك، وأنه مضى نصف عام على عودتي.. هذا يحطمني”.
وأضافت: “نحن لا نحتاج إلى صور كهذه من أجل دفع صفقة إلى الأمام. لماذا ليس من البديهي أنهم يجب أن يعودوا الآن؟ لماذا من المقبول أن يبقى جزء من شعبنا جالسا هناك، يتضوّر جوعا، ويتعرّض للتعذيب، ويعيش محرقة متكررة.. ونحن صامتون؟”
والأسيرة السابقة إميلي ديماري نشرت هي الأخرى منشورا كتبت فيه: “أفكر في أيام الأسر. تخيلوا أن هناك عشاء ليلة جمعة، وهناك قطعة خبز واحدة فقط! زيت زيتون وزعتر فقط – هذا هو كل العشاء. قلبي مكسور من فيديو أبيتار، ومن فيديو روم. هؤلاء إخوتنا، وكان يجب أن يعودوا منذ 665 يوما”.
وكتب إيلي كوهين، الذي أُطلق سراحه في صفقة التبادل السابقة: “أعيدوهم الآن. عندما أرى فيديوهات روم براسلافسكي وأبيتار دافيد، أعود إلى اليوم الذي جاء فيه أحد المسلحين إلي وقال: “لا مزيد من الطعام، لا مزيد من الماء، لا يوجد شيء.. شعبكم يجوعنا.. إخوتنا يموتون هناك تحت الأرض”، على حد قوله.
واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إسرائيل بتحويل توزيع المساعدات إلى “مصيدة موت”، وسط تحذيرات من انهيار وشيك للقطاع الصحي يهدد بحدوث وفيات جماعية، خصوصا بين الأطفال.
وتواجه الحكومة الإسرائيلية مأزقا متفاقما مع تعثر المحادثات مع حماس، التي تشترط إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا كحد أدنى للعودة إلى التفاوض. في المقابل، لم تسجل أي انفراجة على صعيد القرار السياسي داخل إسرائيل، وسط ترقب لاجتماعات حاسمة خلال الأسبوع المقبل.
وكانت كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، قد نشرت الجمعة مقطع فيديو لآثار الجوع الظاهرة على أسير إسرائيلي لديها، مبرزة تأثير الجوع والحصار على أطفال غزة.
وبان في مقطع الفيديو أسير إسرائيلي “كان ينتظر أن يخرج بصفقة”، نحيل وعظامه بارزة من شح الطعام، مع لقطات تبين أطفال غزة الرضّع وهم بحالة يرثى لها من الجوع ونقص الغذاء.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح مساء الخميس: “ما يحدث في غزة كارثي ومفجع. إنه عار على الجميع.”
المصدر: “معاريف” + RT