العموم نيوز: أظهرت استطلاعات رأي حديثة في تركيا تزايد الدعم الشعبي لرئيس بلدية إسطنبول السابق، أكرم إمام أوغلو، منذ اعتقاله في مارس الماضي، حيث تفوّق في نتائجها على الرئيس رجب طيب أردوغان في سيناريو انتخابي افتراضي، مما يعكس استقطابًا سياسيًا متزايدًا وتحول إمام أوغلو إلى رمز بارز للمعارضة.
وتشير نتائج استطلاعي رأي أجرتهما مؤسستا “متروبول” و”كوندا” في أبريل إلى أن إمام أوغلو يحظى بدعم يتجاوز 46% من نوايا التصويت مقابل نحو 39% لأردوغان، في حال أجريت جولة إعادة رئاسية بين الطرفين، رغم أن موعد الانتخابات المقبلة محدد في 2028.
ويُنظر إلى اعتقال إمام أوغلو، الذي وُضع في السجن منذ 23 مارس بتهم فساد يرفضها بشكل قاطع، على نطاق واسع كخطوة ذات دوافع سياسية، وهو ما أثار إدانات من المعارضة التركية وعدد من المسؤولين الأوروبيين. في المقابل، تنفي الحكومة التركية الاتهامات وتؤكد قانونية الإجراءات المتخذة.
ويُعزز تصاعد التأييد لإمام أوغلو موقعه داخل حزب الشعب الجمهوري، الذي أعلن رسميًا ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة قبيل اعتقاله، وهو ما تزامن مع سحب شهادته الجامعية، ما اعتبره مراقبون محاولة لإقصائه قانونيًا من الترشح.
ووفق مدير مؤسسة “متروبول”، أوزَر سنجار، فإن ارتفاع شعبية إمام أوغلو يأتي وسط استقطاب سياسي متزايد، حيث شهدت نسبة المترددين تراجعًا ملحوظًا خلال الشهر الماضي، مع اصطفاف الغالبية خلف أحد القطبين السياسيين الرئيسيين.
وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة ميلييت التركية أن حملة إلكترونية أطلقها حزب الشعب الجمهوري للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو وتنظيم انتخابات مبكرة، جمعت أكثر من 13 مليون توقيع حتى الآن.
من جهته، أشار آيدن أردم، مدير مؤسسة “كوندا”، إلى أن إمام أوغلو تجاوز عتبة 40% من التأييد، ليصبح أقوى منافس محتمل لأردوغان في حال اقتصرت المنافسة على مرشحين فقط، رغم أن الرئيس التركي لا يزال متقدمًا في استطلاعات تشمل عدة مرشحين.
وفي ضوء التطورات، تترقب الأوساط السياسية موقف حزب “ديم” الكردي، الذي سبق أن دعم المعارضة في الانتخابات الماضية، ويخوض حاليًا مفاوضات مع الحكومة بشأن مستقبل الصراع مع حزب العمال الكردستاني، مما قد يؤثر على خارطة التحالفات في أي استحقاق مقبل.