في ردٍّ على سؤالٍ حول منع إسرائيل الوفد من زيارة رام الله، قال الصفدي إن القرار الإسرائيلي استمرار لنهج الحكومة الإسرائيلية من “عنهجية وغطرسة ورفض لكل ما يمكن أن يسهم في تحقيق السلام العادل والشامل والدائم.”
وقال الصفدي: “نحن في اللجنة نرفض هذا الإجراء وندينه، ونوضحه للعالم الذي رأى كيف تعطل إسرائيل زيارة وفد يريد وقف العدوان على غزة، والتوصل لوقف لإطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل يعمل عليها أشقاؤنا في مصر وفي قطر والولايات المتحدة أيضًا، ونريد السلام العادل الذي يضمن الأمن للجميع، ويلبي حقوق الشعب الفلسطيني في دولته وحريته وسيادته، ويضمن الأمن لإسرائيل، فتأتي هذه الحكومة، وتمنع هذه الزيارة، تمنع وفدًا يأتي من أجل هذه الأهداف. هي الدولة المحتلة، وهي تتحمل مسؤولية ما قامت به.”
وأضاف: “العالم كله الآن يرى أن الحكومة الإسرائيلية التي تقتل الأبرياء، التي ترتكب الإبادة في غزة، التي تجوّع الأطفال، التي تحرمهم ماءهم ودواءهم، التي تقوّض كل فرص تحقيق السلام عبر استيطانها ومصادرتها للأراضي، ومحاصرتها للشعب الفلسطيني وقيادته، تمنع وفدًا من القيام بمهمة تصب بالنهاية في مصلحة الجميع في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.”
وأضاف الصفدي “أؤكد على ما قاله سمو الأمير فيصل آن الوقت لأن يتصرف المجتمع الدولي بفاعلية وبخطوات عملية” لوقف العدوان والاعتراف بدولة فلسطين.
وقال الصفدي على مدى أكثر من سنة ونصف من العدوان على غزة، رأينا الكثير من الدول تتخذ مواقف أكثر جرأة وأكثر انحيازًا للعدالة وللقانون الدولي، رأينا بعض الدول فرضت عقوبات، لكن إسرائيل لم تكترث، لا بد أن يكون هنالك عواقب لما تقوم به إسرائيل ليس فقط من تدمير لغزة وقتل لأهلها، ولكن أيضًا من قتل لفرص تحقيق السلام، وأيضًا من تقويض للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني اللذين يشكلان أساس العمل متعدد الأطراف وأساس السلم والاستقرار في عالمنا.”
وأضاف الصفدي: “ثمة فرصة متاحة في المؤتمر الدولي هذا الشهر في نيويورك للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، تأكيدًا على أن لا بديل لحل الدولتين.”
وأشار الصفدي إلى ما تقوم به إسرائيل من إجراءات تقوّض حل الدولتين ما يستدعي تحركًا دوليًّا فاعلاً لحماية هذا الحل الذي يجمع العالم على أنه سبيل تحقيق السلام والاستقرار ويضمن الأمن للجميع.
وقال الصفدي إن على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فاعلة ضد الحكومة الإسرائيلية التي تمنع تحقيق السلام.
وقال إن إلحكومة الإسرائلية استطاعت أن تدمر غزة، أن تقتل أكثر من 54,000 فلسطيني، لكنها كشفت عن حقيقتها ووجهها الذي “يستثمر في الحرب والدمار، ولا يستثمر في مستقبل للسلام.”
وقال الصفدي “نحن مستمرون في عملنا المشترك من أجل وقف العدوان إدخال المساعدات الإنسانية حتى لا يستمر الأطفال في الموت، بسبب سوء التغذية وبسبب الجوع، ولكن أيضًا تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه، لأن إسرائيل تعمل على أن تجعل من غزة منطقة غير قابلة للحياة ودفع الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه.”
وقال “علينا أن نعمل جميعًا وفق هذه الأولوية كيف نثبّت الشعب الفلسطيني على أرضه. والخطوة الأولى تجاه ذلك هي وقف العدوان على غزة، عودة السلطة الوطنية الفلسطينية لتمارس مسؤولياتها كحكومة تحكم في غزة، وتلبي طموحات شعبها، طبعًا على أساس قاعدة أن الضفة الغربية وغزة لا يتجزءان، هم جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى القدس الشرقية التي يجب أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية.”
وفي ردٍّ على سؤال قال الصفدي: “ليس من المنصف القول أن جهد اللجنة محصور في الشجب والاستنكار. “كل ما هو متاح قمنا به سواء فرادى أو مجتمعين، تحدثنا مع المجتمع الدولي كله، عرينا الرواية الإسرائيلية، حشدنا موقفًا دوليًا داعمًا للحق الفلسطيني، ورأينا عديد دول تعترف بدولة فلسطين، وأدخلنا الماء والغذاء والدواء إلى غزة، قمنا بكل ما نستطيع. لا نقول أننا قمنا بكل ما نريد أن نقوم به، أو بالحد الأدنى، لكن قمنا بما استطعناه. لكن نحن نتعامل مع دولة محتلة، مع حكومة عنصرية متطرفة.
وقال الصفدي: “العالم كله فشل بردع العدوانية الإسرائيلية، وفي كبح جماح هذه الوحشية التي نراها تتبدى يومًا بعد يوم في غزة، قتلًا وتدميرًا وتجويعًا، ونراها تتبدى في الضفة الغربية قتلًا لكل فرص تحقيق السلام، ونراها تتبدى خرقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وكل القيم الإنسانية، لكننا نقوم بما نستطيعه، ومستمرون بالقيام بما نستطيعه. ندرك حجم الكارثة، وندرك حجم الدمار، ونستخدم كل ما هو متاح لنا من أجل وقف هذه الهمجية، ومن أجل نصرة الشعب الفلسطيني وحقه، ومن أجل تحقيق السلام العادل والشامل، الذي هو حق للشعب الفلسطيني، وضرورة لاستقرار المنطقة، وضرورة للأمن والسلم الدوليين.”
وأضاف الصفدي في ردٍّ على سؤال أن الحكومة الإسرائيلية “منعت الزيارة لكنها لم تمنع اللقاء، نحن التقينا فخامة الرئيس عباس اليوم، ونسقنا وتحدثنا، وأكّدنا مواقفنا واتفقنا على آلية للعمل المستقبلي، فبالتالي الذي خسر من منع هذه الزيارة هو الحكومة الإسرائيلية التي أرسلت للعالم أجمع رسالة أخرى تؤكّد غطرستها وهمجيتها و عدم اهتمامها أو اكتراثها بتحقيق السلام العادل والشامل، وبالتالي نحن ما كنا نريد أن نحققه من تشاور مع فخامة الرئيس عباس ومن تنسيق معهم حققناه. كنا نريد أن نزور فلسطين المحتلة أيضًا رسالة دعم للشعب الفلسطيني وتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وهذا نؤكّده كلنا وأكّدناه كلنا من عمّان اليوم، ونؤكّده من كل عواصمنا وفي كل المحافل الدولية. صحيح إسرائيل منعتنا من زيارة الضفة، بسبب أنها القوة القائمة بالاحتلال في خرق للقانون الدولي، لكن الآن العالم كله يرى أن وفدًا يحمل رسالة سلام ورسالة أمن لم يستطع أن يدخل الأرض الفلسطينية المحتلة، لأن إسرائيل المتمسكة بالحرب والمتمسكة بالعدوانية، والتي ترفض السلام، حالت دون القيام بهذه الزيارة.”