كل عام، يكون لهذا اليوم نبضٌ وطنيّ يعزفُ في وجدان كل أردني أَجمل معاني الفخر والعِزّة والكرامة، نُعظِّم فيه ذكرى استقلالنا الخالد، الذي لم يكن محطةً عابرةً في تاريخنا الوطني، بل تتويجاً لمسيرة نضال وتضحية، قادها الهاشميون الأحرار، وشاركهم فيها أبناء هذا الوطن الغالي بوفاء وولاء لا يلين.
لقد خطّ الأردنيون بقيادتهم الهاشمية صفحاتٍ مشرقةً من التاريخ، بدأها المغفور له حاملُ مشعل الثورة العربية الكبرى، الشريف الحسين بن علي، مروراً بمواقف الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول، وامتداداً إلى الملك الباني الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، ليُكمل مسيرة المجد الأردني جلالة الملك المعزّز عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، الذي يواصل بحكمة واقتدار قيادة مسيرة التطوير والتحديث، عابراً بالأردن كل المخاطر والتحديات التي لم ينجُ منها جُلّ محيطنا العربي.
الاستقلال لم يكن يوماً منحة، بل كان ثمرة تضحياتٍ جسام قدّمها الآباء والأجداد في ميادين الشرف، على الثغور، وعلى كل شبر من تراب هذا الوطن الغالي، ليبقى الأردن وطنَ العزّ والكرامة لكل من علا ثراه واستظلّ بسماه.
ولقد قلتها سابقاً: “الأمن لا يُهدى، والسيادة لا تُستورد”،
وهذه المقولة تختصر بعمق فلسفة الدولة الأردنية، التي شُيّدت بسواعد أبنائها، ودماء شهدائها، وعزيمة قيادتها الهاشمية التي لم تساوم يوماً على كرامة الوطن وسيادته.
واليوم، ونحن نعيش ذكرى الاستقلال في ظل تحديات داخلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة، فإن الواجب الوطني يقتضي من كل أردني وأردنية أن يكونوا صفاً واحداً خلف القيادة الهاشمية، وأن يعضّوا على ثرى الوطن بالنواجذ، حفاظاً على أمنه واستقراره ومقدراته.
إننا نعيش في وطنٍ يقوده ملكٌ هاشميٌّ حكيم، نذر نفسه لخدمة الأردن والأردنيين، يجوب العالم حاملاً الأردن في وجدانه، معلياً رايته ومكانته بين الأمم.
فلنكن جميعاً على قدر المسؤولية، ولنُجدّد عهد الوفاء والانتماء، ونعمل مخلصين، كلٌّ في موقعه، لتظل راية الأردن خفاقة.
حمى الله الأردن، أرضاً وشعباً وقيادة.
كل عام والأردن بخير، شامخاً، أبياً، عصياً.