العموم نيوز:
خمسة عقود أو أكثر مضت كأنها دهر، أرواحٌ ذُفنت في عتمة صيدنايا تحت وطأة طغيان آل الأسد، أولئك الذين جعلوا من الظلم مملكة، ومن القهر قانوناً. رجالٌ دخلوا السجون بأسماءٍ وأحلام، خرجوا منها ظلالاً بلا ملامح، بأجساد أنهكها القيد وذاكرة أكلتها السنين.
خرجوا لا يذكرون أسماءهم، كأنهم خُلقوا للتو من رحم الألم. وجوه متعبة، عيون مطفأة، وكأن البكاء نفسه هجرها، يحملون على أكتافهم عبء سنوات سرقتها يد طاغية ظن أن جبروته أبقى من الزمان.
آل الأسد، هؤلاء الذين جعلوا من الأرض مقبرة للأحياء، ومن الوطن جرحاً نازفاً لا يندمل. طغيانهم لم يكتفِ بتشريد الشعوب، بل مزّق الأرواح ومحو حتى الأسماء. هل هناك ظلم أشد من أن يُسلب الإنسان اسمه وهويته وكرامته؟
يا الله، كم هو مشهدٌ يذيب القلوب، رجال يعودون للحياة كالأشباح، يحملون موتاً في وجوههم وحكايات لا يسمعها أحد. إنها ليست مجرد سجون، بل مقابر للإنسانية، شاهدة على حقبة من أفظع ما عرفه التاريخ من ظلم الطغاة.