في الأخبار ان عمان حلت في المرتبة الخامسة بين المدن العربية الأكثر ازدحاما مروريا لعام 2025 وفق مؤشر حركة المرور 2025 الصادر عن “نومبيو”..
القياس أخذ بالاعتبار ، متوسط وقت التنقل اليومي، ودرجة الاحباط او الانزعاج، وكفاءة النظام المروري، وانبعاثات ثاني اكسيد الكربون.
ما يميز المدن هو شبكة وأنظمة النقل العام للركاب فيها فهي إما أن تكون مدنا منظمة أو عشوائية.
دعونا نعترف أن نظام النقل في الأردن وفي العاصمة تحديدا غير منظم، وهو لا يلبي مواصفات المدن، هناك من يعتقد في تعدد أشكال وسائط النقل كما نراها في عمان تنوعا لكن الأمر ليس كذلك.
دعونا نعود إلى البداية عندما كان هناك سيارات سرفيس استبدلت بباصات كوستر ثم كان هناك «تكسي» واليوم إلى جانبه وسائط النقل الذكي، هذا التنوع هو تشابك واشتباك زاد من حدة ازمات السير لكنه لا يرقى الى صفة النقل العام المنظم.
يا سادة التنوع المنظم هو أن يكون هناك حافلات بمسارب خاصة تغطي كل المناطق وأن يكون هناك قطارات خفيفة تغطي كل المناطق وأن يكون هناك قطارات كبيرة تربط بين المدن والمطار والموانئ ومراكز الخدمات الأساسية، وأن يكون لكل منها مهمته واختصاصه وتوقيته ومراكز أو محطات انطلاقه.
في المدن ذات النقل الشامل والمتعدد والمنظم ترى جميع الشرائح والفئات الاجتماعية في الحافلة أو في القطار ولا أحد يضطر لاستخدام سيارته اما التكسب فهو للضرورة.
لو أن هناك نظاما أو شبكة نقل شاملة لما تفاقمت ازمات السير ولا ازدادت سخونة ولا احتاجت الطرق الى الاف من رجال شرطة السير والدوريات لتنظيم ما امكن منها ولا كنا سنحتاج لان ننفق كل هذا المال على السيارات والوقود والحوادث المميتة.
ليس مطلوبا اختراع واجبات جديدة، يكفي أن تقترب من هموم المواطن وحاجاته الأساسية في شبكة نقل واقعية تلائم طبيعة عمان والمدن الأردنية، بعيدا عن كلاشيهات التخطيط الشمولي.