العموم نيوز: يتوقع علماء الفلك حدوث “انفجار نجمى قريب قد يحدث في أي وقت”، استنادًا إلى دراسات بحثية محكمة عدة، وفقًا لما ذكره رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، عمار السكجي.
وأوضح السكجي أن هذا الانفجار سيحدث في نجم “تي الإكليل الشمالي” (T CrB)، والذي يُعرف أيضًا بالنجم المتألق أو المحترق. هذا النجم غير مرئي بالعين المجردة، لكنه يظهر بوضوح في السماء أثناء انفجاراته، حيث يمكن رؤيته لفترة قد تمتد أيامًا أو أكثر، وبقدر ظاهري يشبه القدر الظاهري للنجم القطبي.
وقام السكجي برصد هذا النجم وتصويره صباح اليوم الأربعاء، الساعة الرابعة، من جبال العالوك شمال العاصمة عمان، حيث استغرقت عملية التصوير أكثر من ساعة. وبيّن أن هذا الانفجار يُعتبر حدثًا نادرًا ويحظى باهتمام عالمي، مشيرًا إلى أن الانفجار قد يحدث في أي وقت من هذا العام، رغم أنه يصعب التنبؤ بمواعيده بدقة بسبب الطبيعة المعقدة للمستعرات مكررة الانفجار.
وأشار السكجي إلى أن “تي الإكليل الشمالي” هو نظام نجمي ثنائي يتكون من نجم عملاق وقزم أبيض، ويقع في كوكبة الإكليل الشمالي على بعد حوالي 3000 سنة ضوئية من الأرض. هذا النجم يعد من المستعرات الشهيرة، وقد تم رصده لأول مرة باستخدام تقنيات التحليل الطيفي. يشتهر النجم بانفجاراته الدراماتيكية والنادرة.
وأضاف السكجي أن أهمية هذا الثنائي النجمي تكمن في دراسات النجوم المتغيرة، لا سيما النجوم مكررة الانفجارات أو المتجددة. فقد شهد “تي الإكليل الشمالي” العديد من الانفجارات النجمية، كان من أبرزها في عامي 1866 و1946. هذا النجم ذو أهمية كبيرة في دراسة التغيرات على المدى الطويل، وخاصة فيما يتعلق بتطور الأنظمة الثنائية التي تحتوي على قزم أبيض وعملاق أحمر. كما يساهم في فهم تطور النجوم والتفاعلات الثنائية، ويصنف ضمن المستعرات الكلاسيكية، التي تختلف عن المستعرات العظمى.
وأوضح السكجي أن سبب هذه الانفجارات يعود إلى تراكم المادة من النجم العملاق الأحمر على القزم الأبيض. وعندما تتجمع كمية كافية من المادة، يحدث انفجار حراري نووي، مما يؤدي إلى زيادة مفاجئة في القدر الظاهري للنجم من 10 إلى 2 تقريبًا. في حالة انفجاره، يصبح النجم ساطعًا لدرجة يمكن رؤيته بالعين المجردة، مثل سطوع النجم القطبي.