بداية، لا يختلف عاقلان، على أن الأردن ليس دولة بوليسية، ولا إخفاء قسري، ولا “تقليع” أظافر أو “سحل” أو “خلع” جلد.
وكما كل دول العالم، ففي الأردن “سجون” تعتبر رمزاً من رموز “دولة القانون”، ففيما هناك “مظلوم”، فإن هناك “ظالم” ينال عقابه بما تقتضيه “العدالة”، وهذه “مُسلّمة” من مُسلّمات الدول المدنية “المتحضّرة”.
وفي الشأن السياسي، فإن لكل دولة الحق في حماية أمنها واستقرارها، وفي هذه “التفصيلة” خصوصاً، يكون لأجهزة الدولة وأذرعها، اليد الطولى بـ “المطلق” لاتخاذ كل إجراء ممكن لصون أمن مواطنيها وصون “قدسية” أرضها، ولأن عالم السياسة “ملغوم” بالمؤامرات والدسائس والمكائد، فقد أوجدت الدول، منذ الأزل، أجهزة تتبع وترقب كل معلومة، وكل شاردة وواردة، عن مؤامرات تٌحاك ضدها حتى تنقض على “المتآمرين” وتنزع فتيل “المؤامرة” قبل أن تصل إلى لحظة الانفجار وتذهب بالدولة إلى المجهول الذي يدفع ثمنه الناس من دمائهم وأعراضهم ومستقبل أبنائهم.
وليس الأردن بمعزل عن هذا العالم، وعليه، فقد أنشأت الدولة الأردنية جهاز المخابرات العامة حتى يكون حائط الصد الأول في الدفاع عن أمن الأردن، من رأس الهرم وحتى طالب الروضة، فالوطن أمانة بين يدي هؤلاء، جنود الحق، الذين يقومون بالمهمة الأصعب، فإن أردنياً “لن يرحمهم” إذا ما تمكّن المتآمرون من إيذاء الوطن والنيل من أمنه واستقراره، وإذا ما وقعت “واقعة”، فالكل يسأل : أين المخابرات؟!
وفي المفاصل المهمة التي تمر بها المنطقة، تكون الأعين مفتوحة على “أبنائنا” في “الدائرة”، فلعل هناك من يرى في “فوضى المنطقة” فرصة للانقضاض على الأردن، هذا البلد الذي تـكَسّرت على صخرة إرادة أبنائه وجنوده، كل المؤامرات لا سيما تلك التي طلّت برأسها الخبيث منذ العام 2011، أي ما سُمّي “زوراً”، بالربيع العربي، وهو في الأصل “وبالٌ عربي”، فالكل وقف “مشدوهاً” وهو يرى الأردن “متعافياً، فيما الحرائق تشتعل من حوله وكأنها كانت سلاماً عليه كما كانت على “إبراهيم” عليه السلام.
ما يعتصر القلب حزناً أن بين ظهرانينا من يحاول أن يُكلّب الرأي العام على “أبنائنا”، ويحاول أن “يُهندس” توجهات الناس بخطاب “ناعم” لا يخلو من “الخبث” والغلو “المكشوف” في الحقد، معتقدين بأن بضع آلاف من الأصوات التي حملتهم إلى “مقر الشعب” تعطيهم الحق في العبث بالأمن القومي، لكن هيهات هيهات، فأردن “الملايين” هو من يقرر عندما نضع مستقبل الوطن وأمنه واستقراره “على المحك”.
لن أخوض في قصة “سجن الجندويل”، فسواء كان سجناً أو مركز توقيف، وما يحاولون أن ينسجوا حوله من روايات، لكن ما أنا متيقنٌ منه أن لا أحد يمر من هناك إلا وفي رقبته ” أمن وطن”، فهناك فرق بين حرية الرأي والتعبير التي تكون من أجل الوطن وتحت سقفه وثوابته، وبين “التآمر” على الوطن لهدمه، فهنا ينتهي النقاش، وكفى.
كتب
في عالم الأدب العربي، برزت العديد من الروايات التي تجاوزت حدود اللغة والثقافة، لتصل إلى العالمية عبر الترجمة إلى لغات متعددة.
هذه الروايات لا تعكس فقط براعة كتّابها في السرد، بل تحمل قضايا إنسانية واجتماعية عميقة؛ مما جعلها محطَّ اهتمام القراء والنقاد في مختلف أنحاء العالم.
وبفضل هذه الترجمات، اكتسب الأدب العربي بعدًا عالميًّا، وأصبح جسرًا يربط بين الثقافات، ويكشف عن تجارب فريدة من نوعها، مليئة بالعاطفة والعمق.
زقاق المدق- نجيب محفوظ
أولى هذه الروايات هي “زقاق المدق” لنجيب محفوظ، التي تُرجمت إلى لغات عديدة وحُولت إلى فيلم مكسيكي بعنوان حارات المعجزات.
نجاح هذه الرواية كان بوابة شهرة الكاتب نجيب محفوظ دوليًّا، ومن ثم تواصلت ترجمة أعماله الأخرى، لتضع الأدب المصري على خارطة الأدب العالمي.
ثلاثية غرناطة- رضوى عاشور
رواية “ثلاثية غرناطة” للكاتبة رضوى عاشور أيضًا حققت شهرة واسعة بعد ترجمتها إلى الإنجليزية.
الرواية تدور حول سقوط مملكة غرناطة الإسلامية في الأندلس، وتُعد عملاً أدبيًّا يمزج بين الشجن والتاريخ، حيث أثرت في القراء الغربيين كما أثرت في القراء العرب.
ساق البامبو – سعود السنوسي
رواية “ساق البامبو” للكاتب الكويتي سعود السنوسي تعتبر محطة مهمة في الأدب العربي الحديث، حيث فاز بفضلها بجائزة البوكر.
وتمت ترجمتها إلى عشر لغات، منها الإنجليزية والإيطالية. الرواية تناولت قضية العمالة الأجنبية في الخليج وتحديات الهوية، مما جعلها تكتسب اهتمامًا عالميًّا.
رجال في الشمس – غسان كنفاني
“رجال في الشمس” لغسان كنفاني هي واحدة من أبرز الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية بعمق، ونجحت في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني.
تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي، وتُرجمت إلى لغات عدة، ما ساهم في إيصال صوت القضية الفلسطينية إلى العالم.
موسم الهجرة إلى الشمال – الطيب صالح
أخيرًا، “موسم الهجرة إلى الشمال” للكاتب السوداني الطيب صالح تُعتبر من أعظم الروايات العربية، حيث حظيت باهتمام عالمي بعد ترجمتها إلى عدة لغات، وتناولت موضوع الصدام الثقافي بين الشرق والغرب.
وتُظهر هذه الروايات أن الأدب العربي قادر على تجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، عندما تتناول القضايا الإنسانية بشكل عميق وجذاب.