العموم نيوز: في خطوة لافتة، اختار الأمير ويليام الاستعانة بنفس المكتب القانوني الذي مثل والدته، الأميرة ديانا، خلال معركتها القانونية ضد الطلاق من الأمير تشارلز. هذه الخطوة، التي تعتبر خروجا عن النهج التقليدي للعائلة المالكة، تعكس رغبة ويليام في اتخاذ مسار مختلف عن ذلك الذي سلكه والده، الملك تشارلز الثالث.
تعود هذه القصة إلى عام 1995، عندما أودعت الأميرة ديانا مذكرة سرية لدى محاميها الموثوق، اللورد ميشكون، تذكر فيها مخاوفها من تعرضها لـ”حادث سيارة مدبر”. هذه المذكرة، التي ظلّت طي الكتمان لسنوات، لم تُسلم للتحقيقات الفرنسية إلا بعد ستة أعوام من وفاة ديانا في حادثة باريس المأساوية عام 1997، ما أضفى عليها هالة من الغموض والجدل.
واليوم، بعد أكثر من عقدين، يعود اسم “ميشكون دي ريا” إلى الواجهة، ولكن هذه المرة من بوابة ابن ديانا الأكبر، الأمير ويليام. قرر الأخير فجأةً قطع العلاقة مع المحامين التقليديين للعائلة المالكة، الذين مثلوا والده لعقود، واختيار هذا المكتب القانوني الذي كان شريكًا في معركة والدته.
على مر السنوات، كانت شركة “هاربوتل آند لويس” تمثل العائلة المالكة في قضايا حساسة، مثل فضيحة اختراق هواتف الأميرين ويليام وهاري في عام 2006، والتي تولى فيها المحامي جيرارد تايريل – المقرب من الملك تشارلز – إدارة الملف. لكن مصادر قريبة من القصر أفادت بأن الأمير ويليام شعر بالحاجة إلى “استقلالية قانونية” تعكس تحوّله من دور الأمير التابع إلى شخصية عامة تسعى لصياغة هويتها الخاصة.
وقال أحد الأصدقاء المقربين للعائلة المالكة: “هو لا يريد أن يُنظر إليه كظلّ لوالده”، مشيرًا إلى أن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة من التحركات الهادفة لتعزيز صورته كـ”ملك حديث” قادر على كسر التقاليد عندما تدعو الحاجة.
وفي هذا السياق، يحمل هذا التحوّل إشارات واضحة إلى إرث ديانا وعلاقتها المضطربة مع المؤسسة الملكية. فقد كانت شركة “ميشكون دي ريا” أكثر من مجرد ممثل قانوني للأميرة الراحلة؛ كانت شريكًا في كفاحها ضد العزلة التي فرضتها بروتوكولات القصر.
ومن الجدير بالذكر أن أنطوني يوليوس، نائب رئيس الشركة الذي مثل ديانا خلال طلاقها، لا يزال على صلة وثيقة بالأمير ويليام، حيث شارك في إدارة “صندوق الأميرة ديانا التذكاري” حتى إغلاقه عام 2012. ويعتبر مراقبون أن اختيار ويليام لهذا المكتب القانوني يحمل رسالة ضمنية تمثل تمسكه بإرث والدته.
كما لا يمكن فصل هذا التحول عن السياق المالي الجديد الذي يحيط بالأمير ويليام. فعقب تولي والده العرش في عام 2022، ورث ويليام دوقية كورنوال، وهي إمبراطورية عقارية تقدر قيمتها بأكثر من مليار جنيه استرليني، وتدرّ عليه دخلًا سنويًا يتجاوز 20 مليون جنيه، ما منحه حرية غير مسبوقة في اتخاذ قرارات مستقلة بعيدًا عن القيود المالية التي قد تُفرض عادةً على أفراد العائلة المالكة.
ويقول أحد الخبراء في الشؤون الملكية إن ويليام يمتلك الآن الموارد اللازمة لبناء فريق قانوني خاص يعكس رؤيته الشخصية لمستقبل العرش. هذه الخطوة القانونية ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من التحولات التي يقودها الأمير، إذ بدأ منذ توليه دوقية كورنوال في فرض نفسه كوجه إصلاحي داخل المؤسسة الملكية، مستفيدًا من شعبيته الكبيرة بين الجمهور مقارنةً بوالده.