العموم نيوز: مع سقوط نظام بشار الأسد وفراره من البلاد في الثامن من الشهر الجاري، إثر تقدم قوات المعارضة السورية وسيطرتها على العاصمة وكبريات المدن، بدأت تتكشف العديد من أسرار النظام السوري ووثائق حول ارتكاباته في مختلف المجالات العسكرية، المالية، الأمنية والسياسية.
في هذا السياق، عاد اسم لونا الشبل، المستشارة الإعلامية السابقة للأسد، إلى الواجهة بعد معلومات صحافية تشير إلى أن وفاتها في حادث سير، التي أعلن عنها النظام السوري في يوليو/تموز الماضي، كانت في الواقع اغتيالًا مخططًا له، وليس حادث سير كما زعم إعلام الأسد. وكانت تقارير قد تحدثت سابقًا عن وجود شكوك حول وفاة الشبل، خاصة أنها كانت مستشارة مقربة من الأسد، قبل أن يتم إبعادها عن دائرته الضيقة، ما يعزز فرضية وجود خلفية سياسية وراء وفاتها.
وفي لقاء تلفزيوني، ذكر الباحث السياسي نضال السبع أن بشار الأسد اغتال لونا الشبل في إطار خطته المبكرة للهرب من البلاد والتخلي عن السلطة. وأشار السبع إلى أن الأسد بدأ الإعداد للرحيل منذ بداية العام الجاري، حيث كان يقوم بنقل الأموال من سوريا إلى روسيا. كما أوضح أن الأسد قام بتصفية عدد من الأشخاص المطلعين على عمليات نقل الأموال، بينهم لونا الشبل، بالإضافة إلى محمد براء قاطرجي، الذي كان يتاجر بالنفط لصالح الأسد وتنظيم داعش.
وأضاف السبع أن قاطرجي لم يُقتل في قصف من مسيرة إسرائيلية كما ادعى النظام، بل تم قتله بأوامر من النظام السوري، في سياق محاولاته التخلص من الأشخاص الذين يعرفون تفاصيل عمليات نقل الأموال إلى روسيا. واعتبر أن اغتيال لونا الشبل كان جزءًا من هذه الحملة للتخلص من الشهود الذين يعرفون تفاصيل هذه الأموال.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النظام السوري أعلن عن وفاة لونا الشبل في حادث سير، بعد أن اعتقلت أجهزة الأمن شقيقها، العميد ملهم الشبل، عقب استهداف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق. وأضاف المرصد أن شقيقها خضع للإقامة الجبرية، متسائلًا عن الشخص الذي يقف وراء مقتل لونا الشبل.
تداولت شائعات حول تفاصيل وفاة لونا الشبل، حيث أشار البعض إلى أن سيارتها تعرضت لعملية صدم متكرر وعنيف، ما يثير الشكوك في أن الحادث لم يكن عارضًا، بل مدبرًا بعناية. ومع سقوط نظام الأسد وكشف المزيد من الوثائق والشهادات، يتوقع أن تنكشف المزيد من عمليات الاغتيال التي أمر بها الأسد، ومنها تصفية لونا الشبل بسبب ما كانت تعرفه عن عمليات نقل الأموال من سوريا إلى موسكو.