هل ستجلب الاعترافات الدولية فوائد اقتصادية للدولة الفلسطينية؟
سألني صحفي أمس وأجبت كالاتي؛
اهمية وقيمة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تبقى رمزية إلا إذا رافق ذلك قبول اميركي وتعاون اسراءيلي لوقف الحرب والدخول في مفاوضات حقيقية لإنهاء الصراع كليا والدخول في مراحل اعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني الذي تم تدميره بشكل تام في غزة والى نسبة اقل في الضفة الغربية بسبب القيود والإجراءات الإسرائيلية المشددة التي تخنق الاقتصاد الفلسطيني وتضع مصاعب كبيرة امام حرية العمل والحركة والازدهار.
إسرائيل منعت 100 الف فلسطيني من العمل داخل اسرلءيل. وترفض إعطاء السلطة الفلسطينية حصتها من الضرايب والمستحقات الاخرى.
غالبية الشعب في غزة يعيش تحت خط الفقر.
معدلات الفقر في الضفة الغربية نهاية 2024 بلغت 40% ونسبة البطالة فوق 30% اما البطالة في غزة تزيد عن 80%.
وفي الضفة الغربية انكمش الاقتصاد ما يقارب 20% ، الموظفين يستلمون 35% من رواتبهم فقط بسبب إجراءات تعسفية اسراءيلية،
إضافة إلى الدمار الكامل في غزة والقيود الشديدة ارتفعت اسعار المواد الغذائية الأساسية بنسب عالية جدا، كما ان السيولة النقدية تعاني من فخط وجفاف،، تم تدمير البنوك ، تقلصت الإنتاجية إلى ما يقرب الصفر في غزة، وحسب تقارير البنك الدولي هناك 50 مليون طن من ركام الدمار يجب ازالتها.
ونفس التقرير يقول ان هناك حاجة إلى 53 مليار دولار لإعادة بناء غزة.
فلسطين تستفيد معنويا من الاعترافات الدولية ولتستفيد اقتصاديا يجب اولا إيقاف الحرب ورفع الحصار عن غزة واتفاق سياسي فلسطيني فلسطيني ثم التوصل إلى اتفاق سلمي مع إسرائيل وتقوم إسرائيل بازالة القيود والعقبات والحصار على مدن وقرى الضفة الغربية وانهاء حالة الاحتلال وبدعم أميركي وعربي. حينها ستتدفق الأموال العربية والدولية والاستثمار العربي والدولي. إذا لم يحدث ذلك لن تستفيد غزة والضفة الغربية من الاعترافات،، وعلى الدول العربية والإسلامية ان تضغط من اجل قرار مجلس امن تحت البند السابع يجبر إسرائيل على الانصياع،، وهل هذا قابل للتحقيق في ظل شبح الفيتو الاميركي؟
وانهي بقصة رجل فلسطيني عاطل عن العمل في احد قرى الضفة الغربية. قرر الدخول لإسرائيل بحثا عن شغل لكسب بعض المال ليطعم أولاده. تم اعتقاله وأمر القاضي في المحكمة بسجنه 3 شهور وتغريمه عشرة آلاف شيكل. ولكن من اين سيجلب عشرة آلاف شيكل (حوالي ثلاثة آلاف دولار)؟ هل سيقترض من أقارب وأصدقاء عاطلين عن العمل ايضا؟ ام كيف يتصرف؟،،، لا يزال المسكين قابعا في السجن حتى هذه اللحظة.