العموم نيوز: أعلنت مبادرة نوبل للمرأة، الجمعة، تضامنها الثابت وغير المشروط مع النساء الفلسطينيات، في بيان شديد اللهجة دعت فيه إلى تحرك نسوي وسياسي عالمي قائم على الحقوق، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وشددت الحائزات على جائزة نوبل للسلام على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة، وعودة اللاجئين، مؤكدات أن ما يجري في فلسطين هو تطهير عرقي واحتلال غير قانوني، ويتطلب تدخلًا دوليًا فوريًا.
وقالت النساء الحاصلات على نوبل: “نحن، النساء الحاصلات على جائزة نوبل للسلام، نشهد على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاحتلال غير القانوني الجاري في فلسطين. نقف متضامنات مع الشعب الفلسطيني وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لإنهاء هذه الفظائع. إن العنف المستمر وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين ليست حوادث معزولة، بل جزء من حملة منهجية لمحو الهوية والوجود الفلسطيني. ندين الهجمات العشوائية على المدنيين، وتدمير المنازل والبنية التحتية، والتجاهل الصارخ للقانون الدولي.”
زيارة ميدانية وشهادات حيّة
جاء هذا الإعلان ضمن زيارة نظمها وفد من المبادرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن، ضمّ شخصيات بارزة مثل جودي ويليامز، توكل كرمان، وشيرين عبادي. بدأ الوفد جولته من القدس الشرقية والضفة الغربية، حيث شهد على عنف المستوطنين، الاعتقالات التعسفية، وهدم المنازل، كما استمع إلى شهادات مؤثرة من النساء الفلسطينيات.
في قرية المغيّر، روت الشابة نور (19 عامًا) كيف أصيبت برصاصة أطلقها مستوطن مسلح، في مشهد يعبّر عن الإفلات التام من العقاب الذي يواجهه الفلسطينيون.
ووصفت جودي ويليامز، الحائزة على جائزة نوبل، الوضع قائلة: “هذه إبادة جماعية و تطهير عرقي. هذا احتلال غير شرعي ترتكبه إسرائيل.” وأضافت: “إنّ حكومات العالم، لاسيما حكومة بلدي، الولايات المتحدة الأميركية، متواطئة في هذه الجرائم ضدّ الإنسانية. يجب أن يتوقّف العالم عن تسليح هذا الاحتلال الوحشي وتمكينه. نحن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني”
لقاءات في الأردن وتضامن إقليمي
في الأردن، التقى الوفد بنساء فلسطينيات من مختلف الخلفيات المهنية والاجتماعية، ناقشن واقعهن تحت الاحتلال، كما زار الوفد مخيّم جرش للاجئين، واستمع إلى شهادات لاجئين ومرضى من غزة يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان، في لقاء إنساني استضافته الأميرة غيداء طلال.
وأكدت توكل كرمان على دور المرأة الفلسطينية في الصمود قائلة: “النساء الفلسطينيات اللواتي التقينا بهن وصفن تجارب مروّعة، تمثل ذروة 75 عامًا من العنف البنيوي الاستعماري، والتهجير، وتجريد الإنسان من إنسانيته. الأدلة على الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني هائلة ولا يمكن إنكارها. هذه ليست مسألة قانون أو معلومات أو أدلة، بل مسألة التزام المجتمع الدولي بالإنسانية والكرامة والحرية. تدعو ويلبف جميع الدول إلى الالتزام برأي محكمة العدل الدولية الاستشاري، والضغط من أجل إنهاء الاحتلال غير القانوني الإسرائيلي فورًا. لقد أثبتت الثمانية عشر شهرًا الماضية من جديد أن الإفلات من العقاب يشجّع الجناة: يجب على المجتمع الدولي أن يُطالب بالعدالة عن الجرائم الدولية التي ترتكبها إسرائيل، من أجل كسر دائرة التكرار.”
شهادات صادمة من غزة والضفة
استمع الوفد إلى تقارير عن تعذيب وعنف جنسي وتوقيف تعسفي تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات، وأخرى عن استهداف مباشر للبنية التحتية الصحية والتعليمية والزراعية. كما وثقت المحامية ديانا بوتو الحاجة إلى تفعيل مذكرات التوقيف الصادرة بحق نتنياهو وغالانت من المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت أمريتا كابور من رابطة النساء الدولية للحرية (WILPF): “ما سمعناه يمثل ذروة 75 عامًا من الاستعمار والعنف البنيوي. الأدلة على الإبادة وجرائم الحرب بحق الفلسطينيين لا تُنكر. يجب على العالم أن يتحرك فورًا.”
مطالب عاجلة وشاملة
كما طالب الوفد المجتمع الدولي بـ:
- وقف الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة والضفة
- إنهاء الاحتلال غير القانوني ووقف التوسع الاستيطاني
- فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
- إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن
- تحقيق العدالة والمساءلة الدولية عن الجرائم المرتكبة
- دعم الأونروا واستمرار عملها الإغاثي والإنساني
- حماية المرأة الفلسطينية وضمان مشاركتها في عمليات السلام
- إطلاق سراح الأسيرات السياسيات ودعم منظمات النساء على الأرض
وأكدت الحائزات على نوبل في ختام بيانهن: “إنسانيتنا على المحك. كل يوم مهم، وكل دقيقة تنقذ حياة. العدالة تتطلب تحركًا حقيقيًا الآن.”